إلى أين يذهب أردوغان؟
تراجعات اردوغان باتت لافتة وذات زخم غير مسبوق، فبعد تطبيعه مع اسرائيل، واعتذاره للروس وفتح قاعدة انجيرليك لطائراتهم، ها هو يقبل ببقاء الاسد في الحكم.
طبعا كل هذه التنازلات «المقايضات» سببها خشية انقرة من قيام دولة كردية على حدودها، فاليد التي تؤلم اردوغان معروفة لكل العواصم وقد جرى استثمارها على اكمل وجه.
يقال ان تسريب موافقة تركيا على بقاء الاسد نشرته «الشرق الاوسط» السعودية وانفردت به لإعطاء مصداقية للخبر وللايحاء بالتوافق السعودي التركي على الموقف.
حين تمعن بالسلوك التركي، وتراجعه المرتجف من التفجيرات، ومن قيام دولة كردية، تقنع ان اردوغان اصبح اسيرا لدى الاسد ونظامه.
نعم، الدولة التركية بقيادة اردوغان لم تنتظر قدوم «كامل العتمة» كي تخاف، بل استعجلت وخافت وتنازلت وترددت بسرعة غير مسبوقة في أعراف الدول.
ساهم حكام تركيا ببناء جدران الدم في سوريا، قاموا بفرش الطريق لبعض الفصائل، اسسوا «لغوصة» كبيرة هناك، لكنهم فجأة انسحبوا تاركين الدمار والدماء معلقات وراءهم.
هناك من يقول ان تركيا خانت الشعب السوري، وتراجعت عن مبادئها، وهناك من يبرر لأردوغان سلوكه تحت عنوان المحافظة على سلم وأمن بلده.
مع ذلك يبقى سؤال هام عنوانه: عند أي مدى ستتوقف تنازلات الرئيس اردوغان؟ وهل من قرارات قادمة قد تستهدف «اعداد» التيار الاسلامي العربي؟
كثيرة هي التوقعات، فهذا الرجل المتربع على حكم تركيا غريب الاطوار، يسرق قلبك احيانا ويأسره، وفي احيان اخرى تخافه اكثر من سوداء العتمات.
(السبيل 2016-07-12)