شرعية الانجاز تسقط الانقلاب
وحده الشعب التركي هو من تمكن من حماية ارادته وخياراته امام محاولة «بعض العسكر» الانقلاب على حكم الرئيس رجب طيب اردوغان.
اردوغان لجأ الى الحل السحري، الى الناس والجماهير، فخاطبهم عبر «السكايب» ان اخرجوا الى الشوارع لحماية خياركم وارادتكم من الاغتيال.
خرجوا ببساطة دون خوف وتردد، والسؤال: لماذا اندفع الناس نحو حماية منجزهم الديمقراطي، لماذا لم تخف الجموع من قسوة وسطوة العسكر.
الاجابة بسيطة، اولا، التجربة الديمقراطية التركية باتت عميقة الجذور هناك في بيئتهم، فنجاعتها لا تخفى على احد، والاستقرار والامن ومرتبة تركيا في العالم خير شاهد.
ثانيا، هناك شرعية الانجاز للديمقراطية ولحكم اردوغان، فالوضع الاقتصادي هو درة تاج الفترة الاردوغانية، والشعب يدرك قيمة التغيرات الانجازية التي احدثها حكم الرجل.
هنا امتزجت في ليلة «محاولة الانقلاب» كيمياء الديمقراطية وتداول السلطة مع ارقام النمو واليسر الاقتصادي الاجتماعي، فقررت الجماهير حماية الحكم والانجاز بأرواحها.
تجربة عميقة الدلالة، فقد انحبست انفاس دول العالم وشعوبها تنتظر النتيجة، لكن الاتراك قطعوا الشوط على الجميع وقالوا كلمتهم إن «ارادتهم لا انقلاب عليها ولا مساومة».
ما اجمل ان تتجذر شرعية الصندوق وتتعمق، فهذه السبيل والطريق لحمايتها من الاشرار والمستبدين، وما جرى ليلة امس الاول في تركيا يثبت ان الشعوب تزحف نحو «شرعية الانجاز».
اردوغان بعد فشل الانقلاب مطالب بترميم شرعيته والحفاظ عليها، فالشعب محكمة جزائية قد تحميه لكنها قد تعاقبه ان زل الطريق واصابه بالضرر.
اردنيا راقبنا المشهد من كثب، وتعاطف الناس بكثافة مع «فشل الانقلاب»، ولعل السبب في ذلك توقهم للانجاز والديمقراطية، او ربما ان اردوغان له كاريزما يريدون بقاءها.
(السبيل 2016-07-17)