«مجزرة نيس» والجاليات العربية
انا متأكد ان الصدمة الاكبر للجريمة التي وقعت في مدينة تيس الفرنسية هي تلك التي شعرت بها الجاليات العربية والاسلامية في اوروبا والعالم بأسره.
الانكى من ذلك ان الغرب يحمّل الجريمة ما لا تحتمل، فالقاتل شخص منحرف مريض له سوابق كثيرة، ومع ذلك تراهم يرمونه بأحضان الاسلام تحت عناوين من التحريض كبيرة.
الجريمة هزت ضمير كل البشر، لكنها وقعت كالصاعقة على الجاليات العربية المرهقة اصلا من تحميلها اوزارا وجرائم كثيرة وقعت في الاونة الاخيرة.
المؤسف اكثر ان «الجاليات العربية والاسلامية» لم تعد محاصرة فقط بالدعاية المغرضة، بل تعدى الامر الى قوانين وتشريعات تحاول «تقريفهم» البقاء هناك.
ايضا نتيجة لهذه الدعاية والعمليات الاجرامية بدأ نجم اليمين المتطرف بالصعود في كل انحاء الغرب، وما ترامب وغيره الا دليل على ذلك.
لا ندري كيف ستكون التداعيات، لكنها قادمة وممنهجة، وقد تأخذ فترة متوسطة المدى، وفي اثناء ذلك يجب على قادة الجاليات التصرف بذكاء وحكمة وحنكة.
علينا ان نعترف ان العنف المرتكب هناك له حاضنة عند جالياتنا، وانه مرتبط اساسا بقضايا بلد المنشأ لهذه الجاليات؛ وبالتالي لابد من خطة لمحاصرة ذلك ووقفه باسرع حال.
لابد من معركة فكرية وثقافية تنويرية، فمنسوب الخطر الذي يحيط بالجاليات اكبر من التردد، واهم من التلكأ، فالقضية عاجلة رغم ان تداعياتها متأخرة.
(السبيل 2016-07-19)