لا رفع للأسعار والدعم الشامل مستمر!

تم نشره الأربعاء 20 تمّوز / يوليو 2016 12:30 صباحاً
لا رفع للأسعار والدعم الشامل مستمر!
د. فهد الفانك

كما فشل برنامج صندوق النقد الدولي الماضي في تحقيق اهدافه ، حيث تحقق عكسها في معظم الحالات ، فليس هناك ما يمنع فشل البرنامج الجديد ، ذلك أن نظرة الحكومة لعملية الإصلاح الاقتصادي لم تتغير ، وما زالت محكومة (...) وليس النتائج.

في مقابلة مع التلفزيون الأردني كرر رئيس الوزراء (الجديد) شعار رئيس الوزراء (القديم): لا رفع لأسعار الخبز والمياه والكهرباء.

عملياً كان الرئيس يتعهد بأن عجز الموازنة سوف يستمر في الاتساع ، وأن المديونية سوف تستمر في الارتفاع ، ليس بالأرقام المطلقة فقط ، بل كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي أيضاً ، الذي توقف عن النمو أو كاد.

أكثر من هذا ، فقد سجلت الحكومة (إنجازاً) يستحق الذكر عندما فاوضت الصندوق ، واقنعته بأن رفع أسعار الكهرباء يبدأ ليس عندما يتجاوز سعر برميل البترول 47 دولاراً كما كان مقرراً ، بل عند مستوى 55 دولاراً ، وهو إنجاز لا يكلف الخزينة سوى بضعة عشرات من ملايين الدنانير.

بصرف النظر مؤقتاً عن الإصلاحات الهيكلية ، وتحسين كفاءة العمل الإداري ، فإن لب البرنامج الجديد-القديم هو تخفيض عجز الموازنة العامة وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي ، وتخفيض نسبة المديونية من 94% إلى 77% من الناتج المحلي الإجمالي خلال خمس سنوات.

هذا العمود الفقري للبرنامج يتطلب إعادة النظر في سياسة الدعم الشامل ، الذي يكلف ثلث النفقات العامة في الموازنة ، والاستعاضة عنه بأسلوب لتوصيل الدعم للمستحقين فقط ، وإلغاء الدعم عن الكهرباء والمياه لتباع بالكلفة.

الحكومة تعهدت بأن لا تقارب العلاج ، وبذلك تضمن إفشال البرنامج الذي طالب بزيادة الإيرادات المحلية وليس التوسع في النفقات الجارية والدعم الاستهلاكي.

إذا صح أن رفع سعر الكهرباء يجب أن يبدأ عندما يبلغ سعر البرميل 47 دولاراً ، فربما كان المطلوب تخفيض هذا الرقم وليس زيادته ، لأن كبار مستهلكي الكهرباء الذي يدفعون أسعار الشرائح العليا التي تمثل ثلاثة أمثال الكلفة ، بدأوا يخفضون استهلاكهم عن طريق إنتاج الكهرباء على سطوح مبانيهم بما فيهم البنوك والفنادق والمستشفيات ، ناهيك عن المديونية المقيدة في دفاتر شركة الكهرباء الوطنية ، التي يجب أن تسدد من فائض حصيلة البيع زيادة عن الكلفة.

يجب أن نعرف ما إذا كانت أولوية الحكومة هي الاستمرار أطول مدة ممكنة، أم إصلاح الاقتصاد الأردني في أقصر مدة ممكنة.

(الرأي 2016-07-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات