أهلا بكم على الرصيف

تم نشره الإثنين 25 تمّوز / يوليو 2016 12:30 صباحاً
أهلا بكم على الرصيف
ماهر ابو طير

يحكي لي اصدقاء مصريون عن ظاهرة موجودة في مصر، وهي ظاهرة الاطباء العاطلين عن العمل، اي الطلبة الذين يدرسون الطب، ويتخرجون، ويبقون بلا عمل، فلا وظائف، ولا امكانات لديهم لفتح عيادات خاصة، وهي ظاهرة معروفة، في كل مكان، وباتت طبيعية في مصر المحروسة. في الاردن نحن على اعتاب هذه الظاهرة، فعشرات الاف الطلبة يتخرجون من تخصص الطب من الجامعات الاردنية وجامعات العالم، وعقدة الطب تستحكم بأغلبنا، لاعتبارات اجتماعية مختلفة، وهناك مؤشرات على وجود البطالة بين خريجي الطب، خصوصا، في ظل الاعداد الكبيرة من الخريجين، وبرغم ذلك ينهمر الطلبة على التخصص، فالمهم حرف «الدال» قبيل الاسم، والرداء الابيض، والتباهي اجتماعيا. نتائج الثانوية العامة تم اعلانها البارحة، وهناك اعتراضات على انخفاض نسبة النجاح، على الرغم من ان انخفاض النسبة امر صحي جدا، وفي تونس قبل سنوات طويلة، تم فتح تحقيق حول سبب تجاوز الناجحين نسبة العشرين بالمئة، في الثانوية العامة، لان ارتفاع النسبة ليس دليل عافية دوما، فكل هذه الاعداد سوف تندفع باتجاه التعليم الجامعي، وتخرج للسوق من تخصصات مختلفة، ولا تجد عملا، فيما الاب الذي ينفق من عشرة الاف الى عشرين الف دينار وفقا للتخصص، يفاجأ لاحقا، ان ابنه او ابنته اذا وجدا وظيفة، فتكون بمئتي دينار فقط، لكنها العقدة الاجتماعية تجاه التعليم الجامعي، وضرورة ان يحمل المرء شهادة جامعية، هذا فوق ان اسواق الاغتراب تفيض بعرب واجانب وبرواتب اقل مما يقبلها الاردنيون. في اوروبا بات عدد كبير من الطلبة يتجه الى الدبلوم القصير المكثف، لشهور، ومن ثم ينطلق للحياة العملية، بل ان الشركات باتت تفضل هؤلاء، لاعتبارات كثيرة، وفي الولايات المتحدة يغرق الطلبة بعشرات الاف الدولارات كديون لكل طالب، قيمة رسومه التي يستدينها، ويبدأ منذ يومه الاول بسداد الديون، اذا وجد فرصة عمل مناسبة. معنى الكلام ان الدولة والمجتمع عليهما واجب مهم، يتعلق بتغيير اسس التعليم المدرسي والجامعي، فلا يعقل ان يبقى الناس بالاتجاه ذاته، والدنيا تغيرت، بل ان النظام الجامعي العقيم في الاردن، يفتح عشرات التخصصات، التي بلا عمل لاحقا، لا في الاردن ولا خارجه، او يديم تخصصات تعاني اصلا من البطالة، فهل يعقل هذا، واين هو التخطيط لحياة الناس ومستقبل البلد؟! كثرة من الخبراء تؤيد خفض نسب النجاح في الثانوية العامة، دون تسلط على الطلبة، فليس المطلوب اسقاطهم بشكل متعمد، بل تغيير بنية التعليم، وطريقة الامتحان، وفتح بدائل محترمة ومعقولة لمن لا ينجحون، بحيث لا يصل للجامعات الا الطلبة الذين يستحقون، من اجل تخفيف الحمل على الجامعات، وتجويد التعليم ومستواه، والتخفيف من ضغط كتلة العاطلين عن العمل. غير ذلك، سنجد انفسنا ننسخ تجربة الاشقاء المصريين، فنجد كل عام الاف الاطباء والمهندسين والمحامين والصحفيين والممرضين يجلسون بلا عمل، «لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى»!.

(الدستور 2016-07-25)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات