يسجل لمجلس نقابة المهندسين الحالي أنه تعامل مع قضية «رفع أقساط التقاعد» بروح ديمقراطية عميقة الدلالة والمكانة، ولم يعمل على حرف هذه المعادلة بأي طريق ممكن.
المجلس هو ممثل القائمة البيضاء، ورغم ذلك قام اعضاء كثر من البيضاء بالتصويت ضد توصيات المجلس، وبأصواتهم سقط قرار رفع الاقساط التقاعدية.
نفهم من ذلك ان المجلس ترك الخيار للجميع، وانه لم يقم بتحشيد موقفي لكسب التأييد للقرار، واكتفى بمتابعة اتجاه الاغلبية التي اختارت خلاف ما يريد المجلس.
البعض كتب على مواقع التواصل الاجتماعي – واصفا نتيجة التصويت – انها تصويت على النهج المتبع من ادارة النقابة، وللامانة هذا قول مبالغ فيه.
الحقيقة ان التصويت كان موضوعه قرار «اجتهاد» للمجلس، عرض على الهيئة العامة وفق الانظمة المتبعة، فكان التصويت وكانت النتيجة الديمقراطية الملزمة للجميع.
ما اعجبني في ما جرى يوم الجمعة ذلك الحضور غير المسبوق للهيئة العامة، فقد تجاوز العدد الالفين، ما يدل على اهتمام كبير من المهندسين بمستقبل صندوق تقاعدهم. كما ان هذا الحشد الكبير يؤشر ايضا على عناية هؤلاء بما سيترتب عليهم من خصومات تقاعدية، فالمهندس كما كل الاردنيين يعاني من الازمة الاقتصادية ويبادر في حماية جيبه ونفسه.
انا شخصيا – من بعيد – كنت مع توصيات المجلس، واقتنعت بها كمراقب، لكن في النهاية رأي الاغلبية جدير بالاخذ به، مع استمرار احترام الرأي الاخر وهو ما كان في يوم المهندسين.
(السبيل 2016-08-01)