كيف نشجع الاستثمار؟

تم نشره الأربعاء 03rd آب / أغسطس 2016 12:48 صباحاً
كيف نشجع الاستثمار؟
د. فهد الفانك

عندما يجري الحديث عن الاستثمارات الفرنسية او الكويتية أو غيرها في الأردن قد يتبادر إلى الذهن أن هذه الدول الأجنبية والعربية استثمرت في الأردن بقرار سياسي لدعم الأردن.

الحقيقة أن هذ الاستثمارات تقوم بها شركات خاصة ، تبحث عن فرص الربح في أي مكان في العالم دون أن تتلقى أو تنتظر أوامر أو توجيهات من حكوماتها.

الاتصالات الرسمية مع الحكومات العربية والأجنبية للترويج للاستثمار لا تنجح. وإدعاء تلك الحكومات بتشجيع الاستثمار في الأردن ، يأتي من قبيل المجاملة والعلاقات العامة.

الشركات الفرنسية التي استثمرت في الاتصالات أو الاسمنت فعلت ذلك على أسس اقتصادية بحتة ، بعد أن تأكدت من الجدوى الاقتصادية والاستقرار السياسي والضمانات القانونية. والشركات الكويتية التي استثمرت في الاتصالات أو الكهرباء أو البنوك ، لم تستعمل أموالاً حكومية ولم تنفذ تعليمات سياسية.

لماذا إذن نسرف في النشاطات الترويجية (حكومة لحكومة) ، بدل الذهاب مباشرة إلى المستثمرين ومدراء الشركات المستهدفة كما يفعل جلالة الملك.

النقطة الثانية التي تستحق الوقوف عندها واستخلاص الدروس منها هي أن المستثمر العربي أو الاجنبي لا يأتي برأسماله إلى الأردن ليقيم مشروعاً ، بل ليشتري مشروعاً قائماً وناجحاً وله مستقبل.

ومن أبرز الامثلة على ذلك الاستثمارات الفرنسية في الإسمنت ، واستثمار سلطنة بروناي في الفوسفات، واستثمار الكنديين في البوتاس ، وكل الاستثمارات العربية في البنوك وغيرها. وليس من قبيل الصدفة أن تصل ملكية العرب والأجانب في سوق عمان المالي إلى النصف.

ما زالت الجهات الرسمية تعتقد أن من المفيد تقديم أفكار وقوائم لمشاريع مدروسة تكلف المليارات. كما فعلنا في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت ، حيث قدمنا سلسلة من المشاريع المحتملة ، فلم يتقدم لها أحد.

المستثمر العربي والاجنبي يريد الاستثمار في مشاريع قائمة ، إما بشرائها كلياً أو شراء جزء من رأسمالها.

في الترويج للاستثمار في الأردن يجب الإشارة إلى مشروعات قائمة وعاملة ، وقابلة للتوسع.

ربما كان الاستثناء الوحيد شركة المعبر الإماراتية التي جاءت لتقيم مشاريعها في العقبة وعمان ، لا أن تشتري مشاريع جاهزة.

أما الإعفاءات من الضرائب فلا تجتذب المستثمر ، وهي تمثل كلفة ضائعة. المستثمر يدفع الضريبة راضياً إذا كان رابحاً ، ولا تفيده الإعفاءات إذا كان خائفاً من الخسارة.

(الرأي 2016-08-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات