عباس والمعارضة الإيرانية
ان يلتقي الرئيس محود عباس مع زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي فهذا مخالف لمنطق السياسة الفلسطينية القائمة على عدم التدخل في شؤون الآخرين.
طبعا اللقاء لا مضمون له، لكنه يرتكز على الشكل، فحين تنتشر صور عباس مع زعيمة المعارضة الايرانية، فذلك يصب في صالحها على اعتبار ان القضية الفلسطينية ليست حكرا على خامنئي بل هي سلعة بيد «مريم رجوي».
ما الذي دفع عباس لمثل هذه الخطوة، ومن هي الدولة التي ضغطت عليه ليكون اداة في حربها مع ايران وتوجيه الضغط للداخل الايراني؟
هناك من يقول ان الرجل يسدد فاتورة للرياض، وانه لم يكن راضيا جدا عن اللقاء، فتعابير وجهه تشي بحالة الاكراه التي يعيشها الرجل منذ اكثر من سنة.
حماس والجهاد ستستفيدان من الغضب الإيراني على السلطة، فالرد من طهران سيكون في أماكن وعلى مستويات، وهنا تبدو فتح مرتبكة في التعامل مع سلوك الرئيس.
شخصيا أنا لا أرى مبررا كي يدخل محمود عباس في انقسامات الاخرين، فمن مصلحة القيادة الفلسطينية الابقاء على حالة التوازن مع الجميع.
لكن الواضح ان قيادة عباس باتت أضعف من المتوقع، وهامش مناوراتها اصبحت ضيقة، لذلك يمر الرجل بمرحلتي استجداء وعدم توازن وقد نرى منه في الأيام القادمة المزيد من التصرفات المرتبكة.
(السبيل 2016-08-03)