لقاء بوتين اردوغان
«ما محبة الا من بعد عداوة»، عبارة تنطبق على لقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع نظيره الروسي فيلاديمير بوتين الذي انعقد في مدينة بطرسبورغ.
واضح جدا ان هذا اللقاء اكتسب حميميته من تبعات محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، فالموقف الروسي كان جيدا، وموقف الرئيس بوتين كان مبادرا في دعم اردوغان.
الروس لهم مبرراتهم في الموقف السلبي من الانقلاب، فهناك قناعة لدى موسكو ان اي تغيير يقوده العسكر في تركيا سيصب اكثر في مصلحة واشنطن وسيضع انقرة في جيب الغرب.
من هنا جاء الموقف الروسي الرافض للانقلاب، على اعتبار ان نار اردوغان افضل من جنة عملاء اميركا، ولعل في هذا الموقف براغماتية عالية لم تتأثر بالخلاف في سوريا.
اردوغان التقط بذكائه البراغماتي المعادلة، وعنده معلومات ان الولايات المتحدة الاميركية قد تكون متورطة بشكل او بآخر بالانقلاب.
من هنا اعلن اردوغان حميميته مع بوتين، فمن جهة انهى الخلاف مع موسكو، ومن جهة اخرى ارسل الرجل رسائله بقوة الى واشنطن... انكم لستم خيارا وحيدا.
بعيدا عن كل ذلك، يطرح اللقاء حمولة مكثفة من الاسئلة عن تأثير هذا التقارب الروسي التركي في ما يجري في سوريا وتحديدا في حلب.
باعتقادي ان اللقاء سيكون في حالة انفصال تام عن الملف السوري، مع الحفاظ على قدر من التوازن، فالاتراك بارعون في فصل المسارات وهذا ما نتمناه.
(السبيل 2016-08-11)