وزراء خرجوا من الحكومة يتحدثون للمدينة نيوز
المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي – لم يخف وزير خرج من الحكومة اليوم امتعاضه من الطريقة التي عومل بها بعد أن تقرر تنحيته من الوزارة واستبداله بآخر ، وبدون أن نذكر اسمه هذا الاوان ، فإن هذا االوزير يعتبر من أكثر الوزراء الذين جرى حولهم لغط في الآونة الأخيرة .
روى وزير أصبح سابقا للمدينة نيوز القصة التالية : قمت بأمان الله ، وحلقت ذقني كالعادة ، وشربت النسكافيه ، وللمصادفة فإنها المرة الاولى التي لم يتواجد معي السائق فقد أعطيته إجازة شخصية لأن زوجته على وشك الوضع ، وما أن قدت السيارة باتجاه الوزارة لتحضير بعض الملفات ، إذ بتلفون يصلني من مدير مكتب الرئيس يخبرني بضرورة القدوم الآن إلى الرئاسة ، فحولت وجهتي وانطلقت لأفاجأ بعدد من الوزراء يسبقونني في القاعة ينتظرون دولته .
حضر دولته وأخبرنا بالتعديل الذي كان مفاجأة بكل المقاييس ، ولم يكن يخطر لي على بال .
سألناه : ولا على بال زملائك ، فقال ، ولا زملائي .
هذا الوزير لخص حالة نفسية صعبة يعيشها هذا الاوان الدكتور أبراهيم بدران الذي تعلل ب( الضيوف ) لكي لا يتحدث إلينا واعدا بأن يخصنا بحديث موسع عن تجربته في التربية ، وعندما سألناه : كيف أنت بعد التعديل أجاب : الحمد لله " بصوت خفيض " ..
" لا أريد أن اعلق على الموضوع " هو جواب تلقيناه من أيمن عودة بعد أن قلنا له إن لدينا معلومات تقول إنه هو الذي عرض استقالته على الرفاعي بعد مشكلته مع القضاة ، غير أن عودة بدا على الجانب الآخر من الخط ذا معنويات مرتفعة ، قائلا : خليها عليكو .. فسألناه : هل عرضت تقديم استقالتك على الرئيس بعد مشاكلك مع الجسم القضائي فقال : ما عندي جواب ..
إذن ، فإن عودة ليس لديه جواب بعكس حازم ملحس الذي بقي في الوزارة ويقال إنه نفذ من خرم الإبرة ، إذ قال للمدينة نيوز : شو أعمل يعني ، ما حد حكالي وما كان حد داري أصلا ، وأنا دريت في الرئاسة اليوم .. الزملاء اللي طلعوا كويسين ، مضيفا : ما عندي حكي كتير غير إني اتخبرت بشكل مفاجئ وبدون تمهيد إنو فيه تعديل بس ما صابني .
بحثنا عن هالة لطوف لنبارك لها بقاءها في موقعها ونسمع رايها بالتعديل فأخبرتنا أنها تشارك الآن في احتفال برنامج المخيم الصيفي لصندوق الأمان للأيتام في مادبا ، ولم تعلق على الأمر سوى بقولها : أنا راضية والزملاء اللي طلعوا ما شالله عليهم وكل واحد آخرتوا يطلع ، واستكملت احتفالها بينما كنا نستمع على الجانب الآخر من الخط جلبة أطفال ..
الشمايلة جمال ، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء السابق خرج من الوزارة ويبدو أنه انطبق عليه المثل : خرج ولم يعد ، إذ إن خطه مغلق رغم اتصالنا على فترات تعدت الساعتين لعل وعسى ولكن بدون نتيجة ..
كله كوم ، ونبيل الشريف كوم ، فهذا الرجل الدمث ، لم يبلغ هوالآخر بالتعديل بالمرة ، ولم يكن لديه اي إشارات عليه ، وأخبرنا من بلاد برة حيث يتواجد الآن : إنه راض عن إنجازه والمواقع الرسمية هكذا ، يوم لك ويوم عليك حسب وصفه ، محملنا تحية خاصة للمدينة نيوز وطواقمها من منطلق الصحفي الحصيف ومثنيا على مهنيتنا وفي نفس الوقت منتقدا بعض حدتنا ، وبدا الشريف بعد التعديل في وضع نفسي صعب ، حتى وإن حاول إخفاء الأمر علينا ، وعلمنا أنه فوجئ هو الآخر .
للحق ، فإن أكثر وزير بدا منشرحا وغير متأثر هو مها الخطيب ، وزيرة السياحة التي حلت بديلا عنها سوزان عفانة ، فقد قالت الخطيب : إنتو المدينة نيوز ، والله ما عملت شي ، ليه لاحقينني لهون ، ما أنا بطلت اصير وزيرة ( قالتها وهي تضحك ) مضيفة ذبحتوني بمواضيعكو عني ، بس مو زعلانة منكم صدقوني ، أنا من بيت إعلام وما بزعل من النقد .. وسألناها عن رأيها بخروجها من الحكومة فقالت : صار لي 3 سنين ما شفت أهلي ، بدي أرتاح ، وبعد الراحة راح أشتغل بالتطوع ، صدقوني إني كنت تعبانة وآن أوان الإستراحة يا جماعة . .
سالناها : كيف علمت بالتعديل فقالت : زي كل مرة بصير فيها تعديل ، اتصل بي الرئيس ورحنا على الرئاسة وأخبرنا ، ومن باب التندر أن السيدة مها الخطيب لم تعلم بان الشريف خرج من الوزارة بالتعديل ، ومن باب التندر أيضا فإنها لم تعلم كذلك بأن البديل الآن هو علي العايد سفيرنا في إسرائيل ، سألتنا : : هم رجعوا وزارة الإعلام فأخبرناها بموقع العايد البديل للدكتور الشريف ..
إبراهيم العموش أغلق خطه وما زال هو الآخر ، ونعتقد أنه ( مبسوط ) من استراحته من العمل وعمله بمعية الرئيس مباشرة في هذا التعديل الذي كان مفاجئا للوزراء الداخلين ، والخارجين على حد سواء .
ويقول مراقبون : إن تعديل الرفاعي كان استحقاقا سبق ووقع عليه الوزراء جميعهم ، أي أن الوزير الذي لم ينجز برنامجه يغادر ، باستثناء من يطلق عليهم وزراء الأزمات الذين على رأسهم المصري وبدران ، فسعيد المصري معتكف في بيته كما علمنا ، ويرفض الحديث مع الصحافة بالمرة .
ولئن قيل إن دخول الدكتور خالد الكركي نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للتربية والتعليم بديلا عن بدران فلأن الكركي أصبح في موقع يضاهي موقعه السابق ، وعلى الأقل يكون هنا في حل من مقارعة وزير قوي في الحكومة هو البروفيسور وليد المعاني الذي لم يكن على وفاق مع الكركي بأي شكل من الأشكال ، وبحلوله وزيرا للتربية والتعليم بعد موقعه كرئيس للجامعة الأردينة يصبح المعاني منتصرا بكل ما في الكلمة من معنى ، حتى وإن جاء الكركي من باب الترضية ( نائبا لرئيس الوزراء ) وهو منصب يظل فخريا لا يخرج الحقيبة التي يتسلمها من يقع اختيار هذا المسمى عليه من كونه وزيرا فقط ، أي أن الكركي – فعليا – وزير للتربية والتعليم ، وهي حقيبة هامة قاتل ويقاتل عليها الإسلاميون كثيرا ، بل كانوا يتخذونها شرطا لدخولهم أي حكومة منذ ايام العكايلة إلى بدران ، وعلمنا أن الكركي ودع الجامعة ظهرا وأخذ مقتنياته الشخصية من مكتبه وغادر .
المفاجأة كانت إرجاع سهير العلي وزيرة دولة لشؤون مجلس الوزراء ، وإرجاعها يعني بان لديها ملفات يجب إكمالها فهي صاحبة الصولات والجولات في ما يتعلق بالمنح والتوفير والإنفاق ، وكان الرئيس يريد أن يجعلها نائبا لرئيس الوزراء أيضا غير أنه ( خشي التجربة ) والباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح .. فهذه المرأة متميزة ولديها ما تعطيه وكان آخر إنجاز لها جلبها منحا بالملايين ، ملايين لم تكن متوقعة ، هذا للحق ..
تعديل مفاجئ ، ضروري ، نزل عند رغبة الرأي العام على الأقل في حقيبتي التربية والزراعة بالذات ، بينما كانالتوقيت استرخائيا وكان فيه الرفاعي ( على أقل من مهله ) وهي سياسة سبق لوالده أن كان يتبعها خاصة أيام من اكفاته مع حكومات وشخصيات أخرى .. .
للحديث بقية بالتأكيد .