عمر حكومة الرفاعي 6 أشهر فقط !
المدينة نيوز - خاص – كتب المحرر السياسي - : لم يلتفت كثيرون الى ما نشرته بعض وسائل الاعلام عن نصيحة التنظيم العالمي للاخوان للحركة الاسلامية في الاردن بعدم مقاطعة الانتخابات.
لكن العارفين ببواطن الامور في الحركة اكدوا للمدنية نيوز ان المسألة باختصار شديد مجرد محاولة لقول العكس تماما.
فالسؤال الابرز الذي يلف المشهد السياسي في عمان هذه الايام هو لماذا قاطع الاخوان الانتخابات ولماذا اتخذوا قرار مصيريا من هذا النوع بعد انتهاء مهلة التسجيل للانتخابات وما الرابط بين قرارهم واجواء التعديل الاول على حكومة الرفاعي ؟.
هل قرا الاخوان المشهد السياسي للفترة المقبلة وفضلوا عدم تحمل كلفة الدخول في مجلس نيابي ضعيف ومهزوز مطلوب منه تمرير عدة قرارات اقتصادية صعبة واخرى سياسية مؤلمة ؟
ام هل يعول الاخوان على ان يسفر قرارهم الى جانب ظروف اخرى كمقاطعة المعلمين وبعض مكونات المجتمع الاردني وتدني نسبة التسجيل الى اسقاط حكومة الرفاعي التي جاءت اصلا لانجاح انتخابات يبدو انها محكومة بالفشل منذ اللحظة؟.
اسئلة كثيرة لا يجد لها المراقبون جوابا شافيا باستثناء سميح المعايطة مسؤول ملف الانتخابات في الحكومة الذي اعتبر القرار انعكاسا للخلافات الداخلية في الحركة الاسلامية والذي يعيش هذه الايام في ورطة كبيرة بحسب مقربين منه لفشل مهمته التي جيء به من اجلها خاصة انه اخواني سابق ومن صلب الحركة الاسلامية وكان يعول عليه كثيرا لضمان مشاركة الاسلاميين لا مقاطعتهم .
لكن علي ابو السكر رد على المعايطة في حديث صحفي بان القرار سياسي بامتياز مبني على واقع مرير اوجدته هذه الحكومة استمرارا لنهج حكومات سابقة اصرت على قانون الصوت الواحد.
وابو السكر هنا يحتج بان جماعته شاركت في انتخابات سابقة رغم الصوت الواحد من منطلق المسؤولية الوطنية، لكن اثبتت التجارب على حد تعبيره ان المشاركة في ظل هذه المعطيات وهذا القانون هو عملية مشاركة بالتزوير المتوقع للانتخابات المقبلة.
الحاصل ان جماعة الاخوان بعثت برسالة مفادها ان لديها مطالب وشروطا للمشاركة والمنتظر ان تجلس حكومة الرفاعي الى كل من من همام سعيد وعلي ابو السكر للاستماع الى مطالبهما وانقاذ ما يمكن انقاذه في ربع الساعة الاخير.
والمعلومات المتوافرة لدى المدينة نيوز تشير الى ان قرار المقاطعة لم يتخذ على عجل بل اخذ وقتا كافيا من الدراسة والتمحيص بحيث اوعز قادة الجماعة لمناصريها بعدم الذهاب الى مراكز تثبيت جداول الناخبين.
الاخوان ليسوا مستعدين اذا لتقديم هدية مجانية لحكومة الرفاعي الاسوأ في تاريخ الحكومات الاردنية وفق التصنيف الاخواني ، وعليه فان انسب الطرق لايلامها هو مقاطعة سبب وجودها والتعجيل برحيلها من المشهد واحراجها امام القصر الملكي انضاجا لاسباب رحيلها.
وقالت مصادر المدينة نيوز : إن الأخوان طلبوا 30 مقعدا في المجلس السادس عشر وإرجاع جمعيتهم غير أن الرفاعي رفض إرجاع الجمعية ورفض – كذلك - إعطاءهم سوى 10 مقاعد بحسب بعض المصادر مما تسبب بغضبهم وقرارهم المبيت ..
واستذكرت المصادر ما سبق من حدث مشابه عندما كان الاخوان يدفعون لإنجاح مرشحيهم بالعدد االذي يتفقون فيه مع الحكومات ، وبإمكانهم ، حسب البعض ، إنجاح الـ 30 مرشحا منهم إن قصدوا ذلك ، بينما تتخوف الحكومة من هذا العدد الذي يعتبر مرعبا لكي لا تقع رهينة الإسلاميين من جهة ، وحزب اتيار الوطني من جهة أخرى .
وبعتبر مراقبون : أن عدم مشاركة الأخوان في الإنتخابات بداية النهاية لحكومى الرفاعي التي يعول على وجودها أصلا بإنجاح العملية الإنتخابية ، على اعتبار أن الاخوان هم المعارضة الحقيقية في أي مجلس نيابي قادم ، وإذا جرت الإنتخابات في غياب الأخوان فإنه من غير المرجح أن تستمر الحكومة لـ 6 أشهر قادمة بحسب بعض القراءات .