عن السلاح في الضفة والقدس
كل فترة، باتت تنشب في الضفة الغربية والقدس، مشادة عائلية، فيخرج السلاح فجأة، ويتم تبادل اطلاق النار، سواء المسدسات، او الرشاشات، وعدوى العرب انتقلت الى الضفة الغربية وغزة، برغم ان هناك احتلالا، ويفترض ان القصة يجب ان تكون مختلفة.
السلاح نوعان، فالسلاح في الضفة الغربية، اغلبه لدى جماعة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية، اضافة الى انتشاره بيد الناس العاديين، وهو سلاح للاسف يتم استعماله إما في المناسبات، واطلاق النار نحو السماء، واحيانا في مشادات العائلات، مثلما سمعنا في اكثر من مكان، وكأننا لسنا تحت احتلال.
السلاح في القدس، مصدره إما من الاحتلال الذي يعطي العملاء مسدسات، في مناطق كثيرة، وهذا امر بات معروفا، وإما يتواجد مع الناس بطريقة سرية، واسرائيل تتعمد منح عدد لا بأس به من العملاء هذه الاسلحة، لغايات اقلها اشعال الحرائق اجتماعيا، واثارة الفتن بين المكونات الاجتماعية، والسلاح يستعمل في مشادات وحوادث، ولا نريد ان نحدد مناطق مختلفة، لكننا امام ظاهرة جديدة، في القدس، كما الضفة، اي ظاهرة تفشي السلاح، واستعماله بعيدا عن الاحتلال.
هذا كلام مؤلم قد يثير غضب البعض، ويثير حفيظة البعض الاخر، لكننا نسأل كل الجهات اياها، بما فيها السلطة الوطنية في الضفة الغربية، بماذا يمكن ان نسمي تفشي السلاح، بين الناس، ورفعه على بعضهم البعض احيانا، وعدم توجيهه ضد الاحتلال.
ثم نؤشر على الاحتلال ونقول لماذا يتعمد ان يترك السلاح بيد فئات تعمل معه، بل ويتعامى عن استعماله في بعض الحالات، وماهو المقصود، من هذه الظاهرة، غير التورط في استعماله اجتماعيا، من اجل تشظية الوحدة الاجتماعية الداخلية؟!.
لا نقارن بين السلطة والاحتلال، برغم انهما للاسف يتكاملان في قضايا كثيرة، لكننا نقول ان السلاح بيد الفلسطيني يجب ان يكون موجها فقط ضد الاحتلال، واستعماله في غير ذلك امر مرفوض تماما، فلا يليق للسلطة ان ترفع السلاح على الناس، ولا يليق بالناس ان يرفعوا السلاح على بعضهم البعض، فهذا انقلاب في معنى السلاح، وفي معنى ان يكون لديك سلاح، وفوقك احتلال وبجانبك احتلال.
ثم اين كل هذا السلاح، عما يجري في فلسطين، وبدلا من الاحتفاء بحوادث الطعن بالسكاكين، في القدس ومواقع اخرى، فإن هذا السلاح المنتشر، والمسخر اما للسلطة الوطنية، او لعملاء اسرائيل في القدس، او المنتشر بين الناس العاديين، ولا يخرج الا في حالات المشادات الاجتماعية، يجب ان يكون موجها للاحتلال حصرا.
اسرائيل تتعمد نشر السلاح، وهذا امر غريب حقا، فهي لا تخاف من حامليه، لانها تعرف هوياتهم حصرا، وهي تريده لغايات اقلها، رفعه بين الفلسطينيين، وضد الفلسطينيين، حصرا، لغايات التشظية الاجتماعية، واثارة الاحقاد، وتفتيت البنية الداخلية.
(الدستور 2016-08-28)