هواجس "اليوم التالي" للانتخابات!

تم نشره الثلاثاء 06 أيلول / سبتمبر 2016 12:18 صباحاً
هواجس "اليوم التالي" للانتخابات!
محمد أبورمان

ثمّة هواجس مشروعة ومبررة لدى المسؤولين، من ردود فعل عنيفة من قبل بعض المرشّحين الخاسرين وقواعدهم الاجتماعية على نتائج الانتخابات النيابية.

مورد هذه الهواجس مرتبط بأمرين اثنين؛ الأول، أنّ القانون الجديد يلغي، نسبياً، مفهوم "الحقوق المكتسبة" التي تمسّك بها كثير من النواب والمناطق الانتخابية خلال الفترة الماضية، وهي مبنية على قاعدة "الصوت الواحد" و"الدوائر الفرعية"، بينما القانون الحالي يقوم على تمثيل أوسع على مستوى "المحافظة"، ما قد يؤدي إلى خسارة بعض العشائر والمناطق مقاعد كانت تحصل عليها باستمرار في الانتخابات السابقة، ويأتي بنتائج غير متوقعة، بخاصة في المناطق التي فيها قدر أعلى من "الحساسيات الاجتماعية".

الأمر الثاني، مرتبط بفكرة أو مفهوم "البوق"، أو الخداع بين المرشحين والناخبين في القوائم الانتخابية. وهو أمر متوقع وطبيعي -لمن يدرك "البنية الاجتماعية" الأردنية- إذ سيعطي ناخبون أصواتهم لقائمة معينة، لكنهم سيمنحونها لمرشحين ويحجبونها عن آخرين، ما قد يؤدي إلى وجود خلافات بين القواعد الانتخابية للمرشّحين واتهامات، وربما ما هو أكثر من ذلك.

بالضرورة، نتمنى ألا يحدث أيّ من هذا، أو على الأقل أن تبقى الأمور دون سقف ردود الفعل العنيفة؛ أي عند حدّ العتب والحرد. لكن لو أخذنا السيناريو الأسوأ وتصوّرنا احتمالية اندلاع احتجاجات عنيفة من قبل بعض المرشحين وقواعدهم، وتطوّرت الأمور في هذا الاتجاه، فما هو تصوّرنا لردود فعل الدولة على ذلك؟

مثل هذا السيناريو يتطلب خطة معدّة مسبقا من قبل الدولة للتعامل معه، وتقديرات دقيقة لما يمكن أن تقوم به الدولة والإعلام والنخب السياسية قبل الانتخابات، كخطوة استباقية وقائية، لا أن ننتظر وقوع ما لا نريده، وعلى الأقل تحجيم نتائجه إلى أكبر قدر ممكن وإلى الحدّ الأدنى.

دور الأجهزة الأمنية، بطبيعة الحال، يحتل الجانب الأساسي، في تطبيق القانون وحماية النظام العام، وردع من يحاول أن "يصطاد في الماء العكر" ويؤلب الناس على العنف، في حال خسر الانتخابات ولم يصل إلى "قبّة البرلمان". لكن في الوقت نفسه فإنّ هناك أدوات وديناميكيات أخرى مطلوبة بالتزاوج والتوازي مع الدور الأمني، مثل دور النخب السياسية ووزارة الداخلية والرسالة السياسية والإعلامية للدولة في بناء "مناخ عام" ضد أي ردود فعل عنيفة قد تنتج عن الانتخابات.

وكما أنّ إجراء الانتخابات بشفافية ونزاهة ومصداقية، هو اختبار مهم للدولة على أكثر من صعيد في اللحظة التاريخية الدقيقة الراهنة، محلياً وإقليمياً؛ فإنّ إدارة اليوم التالي للانتخابات بنجاج، وفرض القانون والنظام، والنجاح في "توصيل" رسالة الدولة مسبقاً للجميع بالحزم في التعامل مع أي محاولات لخرق القانون غداة الانتخاب.. كل ذلك أيضاً بمثابة اختبار آخر لا يقل أهمية عن الاختبار الأول.

لا نتمنّى أي مستوى من "السيناريو" الأسوأ أن يقع. ودعونا نراهن على وعي الشعب وقدرته على تقبل نتائج الانتخابات، بعد هذه الخبرة الطويلة. لكن من المهم أيضاً أن تعدّ الدولة قراءة مسبقة، وأن تقوم بما عليها من مهمات قبل الانتخابات؛ مثل تصميم رسالة سياسية وإعلامية واضحة للرأي العام، ولقاءات وحوارات مع المرشّحين للتأكيد على جملة من الالتزامات والشروط المطلوبة بعد إعلان النتائج مباشرة، وإلزامهم إدارياً وأدبياً بذلك.

(الغد 2016-09-06 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات