درجة الامتياز في التضليل!!!
غريب هو أمر بعض كتاب الأعمدة والاعلاميين لن يرضوا عن حملة نهج الاصلاح حتى يخرجوا من ملتهم ويدخلوا في سياق اجتماعي لا يحمل رؤية ولا رسالة ولا يستنهض همم الشعب للمطالبة بحقوقه من حرية وعدالة وعيش كريم!
يتصيد هؤلاء الكتاب ويتطلعون بنظارة سوداء تجاه كل فكرة وكل طرح وكل انجاز فالتجديد في الافكار يصبح عندهم براغماتية وتنازل وميكافيلية والتفاعل مع الناس يصبح تسويقا للذات وضحكا عليهم والاجتماع بهم يصبح حشدا وتحشيدا واستقواء واستعراضا للعضلات!
لا حلول وسطا ولا إنصاف من هذا التيار تجاه اي بادرة يقوم بها الاصلاحييون بل انهم يتتبعون خطواتهم حذو القذة بالقذة بالنقد والتكذيب واثارة اللغط ونشر خطاب الكراهية واغتيال الشخصيات والقصد من ذلك كله تشكيك المواطن الاردني بنهج ورموز الاصلاح وزعزعة ايمانه بإمكانية التغيير وفي النهاية تحييده سلبا حتى لا يشارك في صنع القرار لتبقى ارادته مختطفة من زمرة لا تمثله ولا تحمل صوته وقضاياه الى سدة الحكم!!
بل ان بعض وسائل الاعلام التي تمثل للاسف وجهة نظر رسمية امتهنت وتمرست في النقد والافتراء وتحوير وتضليل الجمهور وشهد بذلك آخر تقرير لمرصد مصداقية الاعلام الاردني (أكيد) مؤكدا غياب الموضوعية والمهنية لدى بعض الجهات الاعلامية!
الخطورة لا تكمن في مجرد رأي مضلل او افتعال لحروب فكرية الخطورة فيما يمثله هذا النهج وهذه المدرسة من قناعات بضرورة التدخل غير الشريف لحرف انظار الشعب الأردني عن اختيار من يظنه الافضل لمصلحة الوطن، الخطورة في هذه المدرسة الاعلامية انها تعتقد ان الشعب لم يبلغ سن الرشد وانها تستطيع بحملة مدروسة ومتتابعة وشرسة ان تمارس الوصاية على عقله وقراره!
حرية التعبير مصونة ولكن ليس من أجل ان تستخدم في التضليل والتغرير!
ان مدرسة الاعلام التي تسير بقاعدة الاثارة والرجل الذي عض الكلب تحاول ان تقنع الناس بلا حياء ولا رقابة ولا ضمير أن» رجلًا «أخرس» قال لرجل «أطرش» إن رجلًا «أعمى» شاهد رجلًا «مشلولا» يلحـق برجل «مقطوع اليدين» ليمنعه من شد شعر رجل «أصلع»!!
فهل بعدما عاناه الشعب الأردني من مشاكل وازمات سياسية واقتصادية واجتماعية ما زال يقرأ او يصدق مثل هؤلاء؟!
في هذا المشهد الاعلامي الذي يفتقر الى ابسط قواعد ومواثيق الشرف نستذكر مضمون ما تحدث به مليك البلاد غير مرة من أن قوى الشد العكسي قوية ومتشعبة كالاخطبوط وهي تقف في وجه الاصلاح، ويجب على كل مؤمن بقدرة الأردن على التغيير ان يتصدى لها!
مستمرون في نهج الاصلاح قولا وفعلا ونموذجا لا يضيرنا نعيق بعض الغربان مؤذنا بالخراب فهذا بلدنا الذي لا نملك سواه وسنظل نحاول ان نصلحه ونخدم شعبه حتى يتبوأ المكانة المستحقة التي تليق بقدرته على التأثير عربيا وعالميا.
قال مالكوم اكس ناصحا كل من يفتح حواسه بلا تدقيق لوسائل الاعلام: «اذا لم تكن حذرا فإن الصحف ستجعلك تكره المقهورين وتحب اولئك الذين يمارسون القهر!».
(السبيل 2016-09-07 )