الاتفاق الامريكي الروسي
الغريب في الاتفاق الروسي الاميركي ان واشنطن تطالب الاطراف بالالتزام به، رغم ان الجميع لا يعرف عن تفاصيله الشيء الكثير.
يقال إن هناك تفاصيل خفية في الاتفاق تصر الولايات المتحدة على اخفائها عن الجميع، وهنا تثار كثير من الاسئلة عن مبرر ذلك، وتداعياته على الاتفاق.
ويبدو أن التحفّظ هو من الطرف الأمريكي فحسب، فالواضح أن جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة الاتفاق التي جرت اول أمس جاءت بضغط من روسيا التي ترى أن من مصلحتها نشر بنود الاتفاق؛ لإعطائه طابعاً شرعيّاً أمميّا.
وهو ما يعني، بالضرورة، أن موسكو ترى أن الرياح في سوريا تجري لمصلحتها، وأن عليها استغلال هذه الفرصة قبل رحيل إدارة الرئيس باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري.
تردد الاميركان في اعلان الاتفاق يثير كثيرا من الشبهات على طبيعة هذا الاتفاق، وكذلك حماسة روسيا له تؤكد ان الاتفاق يجب ما قبله من اتفاقات، وعلى ما يبدو، انه لن يرضي حلفاء امريكا في الازمة السورية (تركيا والسعودية وقطر).
على كل حال، يبدو الاتفاق جادا وحاسما، ويبدو ان امريكا تحتاج الى عمل من تحت الطاولة كي تنجزه بهدوء، وكي تقنع جميع الاطراف به.
قادم الايام سيتكفل بمراقبة ما جرى والحكم عليه، فرغم قوة طرفي الاتفاق (الولايات المتحدة وروسيا) الا ان الموضوع السوري متشابك الى حد القدرة على افشال اي اتفاق، لننتظر ونرى.
2016-09-18