إنجاز أردني كبير في مرحلة تاريخية..

تم نشره الخميس 22nd أيلول / سبتمبر 2016 01:20 صباحاً
إنجاز أردني كبير في مرحلة تاريخية..
محمد كعوش

لايهمني كثيرا عدد الذين فازوا ، أو الذين لم يحالفهم الحظ ، في قوائم المرشحين في معركة التنافس على مقاعد البرلمان ، لأن الاهم هو ان هذا الاستحقاق الديمقراطي قد تم في وقته ، وبالشكل المرضي ، عبر الاحتكام لصناديق الاقتراع ، وهو الانجاز الذي يؤكد اننا على الطريق الصحيح في مسيرة الاصلاح والتغيير من اجل مستقبل افضل ، وهو الهدف الذي اشار اليه الملك عبدالله الثاني ، باعتزاز ، في خطابه أمام قادة وممثلي الامم ، الذي عرض فيه ، واقعنا المحلي والاقليمي بمضمون شامل حقيقي ، وعلى قدر كبير من المسؤولية التاريخية.

جرت الانتخابات النيابية ، في اجواء من التنافس المعتاد ، وفي واقع آمن مستقر، وهو بحد ذاته انجاز كبير ، لأن الواقع الاقليمي النازف الملتهب غيّب العديد من البرلمانات وعطل المؤسسات التشريعية في اكثر من بلد عربي ، بسبب قوى الشر والارهاب التي نشطت في هدم المؤسسات وتفكيك الدول ، من خلال التضليل والافتراء والعنف والفوضى ، والوعود الكاذبة ، واستغلال المقدس من أجل استقطاب وجذب الجهاديين من كل اطراف الدنيا ، والتلاعب بمشاعر المؤمنين المتدينين ، لتحقيق أهداف مشبوهة ، ومكاسب سياسية ، والقفز على السلطة في اكثر من بلد عربي.

أعتقد ان المهاتما غاندي هو الذي قال: « التعصب والغضب اكبر اعداء العقل «. والحقيقة ان التطرف هو اشد انواع التعصب ، وأن المتطرفين الظلاميين التكفيريين الذين اساؤا للدين الاسلامي الحنيف يريدون جر العالم الى صدام حضارات ، وقد حذّر الملك عبدالله الثاني في كلمته امام قادة العالم في الامم المتحدة من نشاط واهداف الجماعات الارهابية ( الخوارج ) فقال جلالته أن المتطرفين الارهابين يريدون محو انجازاتنا وتدمير الحضارة ودفع الانسانية لعصور الظلام ، كما دعا جلالته الى شراكة ونمط تفكير جديد لمواجهة العدو غير التقليدي ، وقال في منتهى الصراحة والوضوح: « أجد نفسي مصدوما من الفهم المغلوط لطبيعة الاسلام لدى الغربيين «.

الحقيقة أن مسألة مواجهة الارهاب تحتاج الى ما هو اكثر وأشمل من العمليلت العسكرية والقصف الجوي ، كما تحتاج الى نمط جديد من التفكير ، لأن المواجهة الشاملة تحتاج الى استخدام الوسائل التربوية والاعلامية والفكرية ، الى جانب استخدام السلاح والعمل العسكري ، لأن المتطرفين شكلوا تيارا امميا نجح استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي وكل الوسائل التكنولوجية ، واستخدام المقدس لنشر ثقافة الانتحار والتدمير الذاتي ، والعداء للحضارات والمذاهب والاديان.

والقضية المهمة الاخرى التي احتواها خطاب جلالته في عمومية الامم المتحدة ، والتي اطلقها الاردن منذ بداية الازمة في سوريا ، تمثلت في القناعة باستحالة الحسم العسكري ، وبضرورة ايجاد حل سياسي عبر الحوار والتفاوض ومشاركة كل اطياف وموكونات الشعب السوري ، من أجل انهاء معاناة الشعب والحفاظ على وحدة سوريا ارضا وشعبا.

الحقيقة ان استحالة الحسم العسكري اصبحت واقعا سوريا فرضه تعدد الاطراف الاقليمية والدولية المشاركة والمتورطة في الشأن السوري الداخلي. هذا التدخل سلب السوريين حرية القرار في حل المسالة ، بسبب تعدد الاهداف والمصالح لكل طرف. ولكن في النهاية من الواجب العمل والضغط لوقف القتال واعطاء الاطراف السورية فرصة للحوار والتفاهم حول حل عادل على قاعدة المصالحة والمشاركة في صياغة مستقبل شعبهم وبلادهم

(المصدر: الرأي 2016-09-22 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات