حكومة جديدة ومهمات صعبة

تم نشره الإثنين 03rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:28 صباحاً
حكومة جديدة ومهمات صعبة
فهد الفانك

حكومة الدكتور هاني الملقي الثانية امتداد لحكومته الأولى التي كانت بدورها امتداداً لحكومة الدكتور عبد الله النسور السابقة ، فهي ليست جديدة تماماً ، ومع ذلك فإن من حقها أن تتطلع للبقاء في السلطة لعدة سنوات قادمة ، وليس من المتوقع أن تفاجئ الرأي العام ، لأنها خلال أربعة شهور ماضية قدمت عينه من سلوكها وأسلوب عملها المحتمل خلال أربع سنوات قادمة ، وبالتالي فإن الشارع السياسي والإعلامي يعرفها جيداً ، وربما لن يعطيها شهر عسل يمتد مائة يوم تتحرك خلالها دون أن تتعرض للطخ عليها فقد استنفدت هذه المهلة.

أمام الحكومة قضايا أساسية عديدة ، اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وليس معروفاً لأي مدى سوف تتمتع بحرية التصرف تجاه تلك القضايا ، ذلك أنها محاطة بمحددات عديدة عليها أن تتعامل معها بإيجابية: كتاب التكليف السامي ، برلمان جديد متحفز ، صندوق النقد الدولي ، مجلس السياسات الاقتصادية ، هذا فضلاً عن رأي عام قوي منقسم على نفسه ويملك وسائل إعلام واتصال فعالة.

مطلوب من الحكومة أن تقول نعـم لكل هذه المحددات وتراعي متطلباتها ، ولكن هل تستطيع أن تنجز كل هذه المتطلبات؟ وما هو نظام الأولويات الذي ستأخذ به والجدول الزمني الذي ستضعه نصب أعينها.

أمام الحكومة مهمات تحتاج للمال وهو غير متوفر ، فالموازنة العامة تشكو من عجز يناهز مليار دينار ، والمديونية تتصاعد بدون توقف ، وسترتفع هذه السنة بمقدار مليار دينار ، والنمو الاقتصادي عند مستوى متدن قاصر عن مواكبة النمو السكاني ، والبطالة مرتفعة لدرجة خطرة ، واللجوء السوري يشكل عبئاً لا يطاق ، وهناك استقطاب قوي في الاتجاهات السياسية ، وخاصة تجاه ما يجري في سوريا ، وفي الإيدولوجيا وخاصة تجاه العنف والتطرف.

رئيس الحكومة لا يبدو مرتبكاً. ومع أنه لا يعد بصنع المعجزات إلا أنه يعد بالعمل والاجتهاد والمتابعة ، ويتوقع الدعم.

رد الرئيس على كتاب التكليف السامي كان طموحاً جداً ويعتبر بمثابة بيان وزاري سيقدم بتعديلات لغوية بسـيطة إلى مجلس النواب لطلب الثقة على أساسه ، وبذلك يكون بيان الرئيس بمثابة قبول بالمهمات الصعبة وتعهد بالعمل على تحويلها إلى واقع.

ثقة مجلس النواب بحكومة الملقي الجديدة يمكن أن تعتبر تحصيل حاصل ، فالحكومة ليست في خطر من هذه الناحية ، ولكن في البرلمان الجديد معارضة حقيقية من أقصى اليمين الإسلامي إلى أقصى اليسار المدني وما بينهما ، وعلى الحكومة أن تتعايش مع معارضة قوية وأن تأخذها بالحساب.

(الرأي2016-10-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات