لماذا لا يغضب العربي؟!

تم نشره الإثنين 03rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:43 صباحاً
لماذا لا يغضب العربي؟!
ماهر أبو طير

لم يعد الدم يتسبب بغضب الانسان العربي، وهذا واقع بحاجة الى خبراء لمعرفة السبب، فالانسان العربي الذي كان يخرج في مظاهرات بالملايين في كل مكان في المشرق العربي والمغرب العربي واوروبا واميركا، عند اي مواجهة فلسطينية اسرائيلية، هو ذاته الانسان الذي لم يعد يتحرك ابدا، برغم ان المذابح تكاثرت، في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن ومواقع اخرى؟!.

لماذا لم يعد يغضب العربي، هذا هو السؤال، هل هو الاعتياد على الدم، ام ان العربي اكتشف ان تكرار مشهد التعبير عن الغضب لن يغير من الواقع شيئا، ام ان العربي تم استدراجه الى اليأس بتوسعة دائرة الموت في كل مكان في العالم العربي، ونحن نرى على سبيل المثال ان مجازر حلب، لم تثر الحمية في احد، ممن يتفرجون على حلب، لا بمظاهرات ولامسيرات، ولا بأي شكل من اشكال التعبير عن الموقف؟!.

في مرات يقال ان وسائل التواصل الاجتماعي تمكنت من خدعة العرب، فنقلت الجمهور الغاضب من مواجهة السلطات مباشرة، بما فيها احيانا من مشاكل دموية، الى مواجهة الكترونية، فالكل يكتب موقفه من حلب مثلا، مرفقا منشوره بصورة، مكتفيا بهذا الموقف الفردي، وهو هنا، لا يعرف ان الفيسبوك مثلا، استدرجه نحو «الفردية» ونزعه من اطار العمل التنظيمي الجماعي، في بعض الحالات، دون ان ننكر ان لمواقع التواصل الاجتماعي دورا في تحريك الجمهور، الا انه في الاغلب بات بديلا عن الدور الاهم.

ما يمكن قوله بصراحة ان الجمهور العربي تحديدا ومنذ احداث الربيع العربي، تغيرت الكيمياء التي تخصه تماما،وتغير المزاج الذي يسيطر عليه، وعلينا ان نلاحظ ان اغلب الشعوب العربية اليوم، باهتة، وكأنها افاقت للتو من حلم ليلة صيف، فهي اما لا تظهر اي اهمية لقضاياها، باعتبار ان من يموتون هم الذين يخسرون فرادى، واما يظهرون اهتماما شكليا، يتم القفز عنه سريعا، لغايات استئناف الحياة، وعلى ما يبدو فإن الانسان العربي، بات يائسا من اي افق للتغيير، وهذا يفسر سلبيته المطلقة التي تصل حد التخلي عن كل قضاياه.

هل تصدقون اننا عشنا الى اليوم، الذي لا تحرك فيه كل صور وفيديوهات حلب، وكل هذه المجازر، اي رد فعل، في العالمين العربي والاسلامي، من جانب ذات الشعوب التي خرجت غضبا ذات زمن لفلسطين والعراق وغيرهما.هذه اشارات مؤلمة، لكنها بحاجة الى خبراء من اجل تحليل التغير السايكلوجي في ذهنية الناس عموما، واليات التأثر، وما لذي استجد عليها، فنحن اليوم امام قضايا بلا شعوب تؤيدها او تناصرها، بعد ان كنا امام قضايا وشعوب معا في ذات المضمار.

(الدستور2016-10-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات