الاستهداف للوجبة الدينية
واضح جدا ان توجها صلبا في الاردن يريد تخفيف الوجبة الدينية في كل نواحي حياتنا، في الكتب المدرسية، الاعلام، المسجد، التربية، السياسة، في كل شيء.
هذا التوجه صنعته حالتان، الاولى متعلقة بالحرب على الارهاب، واصحابها يعتقدون ان التدين ينتج تطرفا وعنفا، وهؤلاء بظني اجتزائيون يحتاجون الى اعادة نظر في ردود افعالهم المنفعلة.
اما الحالة الثانية، فيقودها خصوم فكريون للاسلامين، بل ابعد من ذلك، يجد هؤلاء فرصتهم للتعبير عن اشواق رفض الدين بشكل سافر ومتطرف.
من الناحية الواقعية، لا حاضنة اجتماعية لهذا السلوك، فهي تحتاج إلى ظروف غير هذه الظروف، وأخشى من أن الضغط لتمريرها، بالإكراه، يحولها ذاتها إلى بيئة محفزة للمزيد من التشدد والتطرف!!
صحيح ان التيار المحافظ في الدولة لا يقاوم بسبب ضعفه وتلاشيه الواضح، وصحيح ان الحركة الاسلامية تعاني ضعفا في قدراتها السياسية والنشاطية.
الا ان المجتمع لا زال متيقظا، فرغم غياب اطره التنظيمية، الا انه يثبت في كل موقف، انه محافظ متنبه لكل محاولات تقليص وجباته الدينية بهدف ابعاده عن التدين.
قصة المناهج ما هي الا واحدة من محاولات استهداف تدين المجتمع، ستتلوها محاولات اخرى في الاعلام والسياسة والوعظ وكل تفصيلات الحياة.
طبعا قد ينجحون في بعض مراميهم وقد يفشلون في اخريات، لكن قناعتي النهائية، ان المجتمع الاردني لن يستسلم لهذه المحاولات، وسيفرق بن تطويره وبين تغريبه، وسيقول كلمته عما قريب.
(السبيل2016-10-03)