أزمات حقيقية أم سحابات صيف؟
لم نفهم، حتى الآن، ما إذا كانت الحكومة تعتبر الرفض الشعبي لصفقة الغاز “الإسرائيلي”، ومسألة المناهج الدراسية، واستقالة وزير في اليوم التالي لتعيينه، أزمات ينبغي التعامل معها، أم أنّها تراها مجرّد سحابات صيف، ستنقشع وحدها بعد قليل؟
صحيح أنّ الحكومة تردّ، بين وقت وآخر، عبر وزرائها، وكبار مسؤوليها، والمقرّبين منها، ولكنّ تلك الردود تزيد الطين بلة، وتتسمّ بالفوقية، وتكاد تصف المعارضين بالجهل، وبلغ الأمر بوزير رفضه وصف الغاز بالإسرائيلي، مشدداً على أن شركة الكهرباء الأردنية وقعت مع شركة أميركية مستثمرة!
وأكثر من ذلك، فنحن نقرأ تساؤلاً لكاتب مقرّب من الحكومة يقول: هل سيكون رأيهم (المعارضين) مماثلاً لو أن اتفاقية مماثلة وقعت مع سوريا في ظل هيمنة روسية مثلا؟ وكأنّ العدو الإسرائيلي مجرد دولة خارجية تمارس هيمنتها على فلسطين، أو كأنّ نظرتنا إلى إسرائيل تتشابه مع نظرتنا لسوريا؟
قبل ذلك، وبعده، ردّد غير وزير مقولة إنّ مناهجنا تُشجّع على الإرهاب، وتخلق إرهابيين، ولو تطلّع هؤلاء إلى المرآة لرأوا وجوهاً سمحة مسالمة، وتذكّروا أنّ شخصياتهم هم أنفسهم، تأسست عبر كلّ مراحلهم الدراسية على تلك المناهج، ولو وسّعوا مداركهم قليلاً، ودرسوا كلّ العمليات الارهابية التي حدثت في أوروبا وأميركا، مؤخراً لوجدوا أنّ مرتكبيها درسوا أحدث المناهج الاوروبية والأميركية، التي تخلو من آيات القرآن الكريم، والقصائد الشعرية الحماسية، والإشارات إلى المذابح الاسرائيلية.
ما نقوله إنّ هذا الأسلوب يؤجج الأزمات، ويضع الزيت على النار، ولعلّ عودة الرافضين إلى التعبير عن غضبهم في الشارع يرجع إلى السياسة الحكومية المتجاهلة لرأي الناس، والساخرة من مجرّد إعلان موقف شعبي بسيط يقضي بإطفاء النور ساعة من الزمن.
(السبيل 2016-10-04)