الرياض مستهدفة
بعد قانون «جاستا» الاميركي الذي يهدف الى مقاضاة الرياض، سألت نفسي: ما الذي تريده واشنطن من السعودية؟ وهل قررت اعادة تفكيك وتركيب وصياغة الدولة هناك؟
الاعلام الرصين والفضائحي على السواء، يهاجم الرياض، ومراكز الابحاث لعبت ايضا دورها في التحريض والحرب النفسية على السعودية.
هذا كله، بدأ منذ احداث 11 سبتمبر، لكن الوتيرة السياسية لهذا التحريض «تزيد وتنقص» حسب الظروف في الشرق الاوسط، وتحكمها معطيات المنطقة.
ما يقلق ان الاتهام انتقل من الاعلام ومراكز التفكير الى المؤسسات الرسمية، توقيته خبيث، ولا تفسير له الا ممارسة الضغط والابتزاز السياسي ضد السعودية لتحقيق اهداف سياسية تتناسب مع «الشذوذ الاميركي» الجديد في المنطقة.
السعودية في حالة انكار، فهي تدرك ان الولايات المتحدة قد تغيرت «واللي بتغطى فيها رح يظل بردان»، وتدرك الرياض ان قصة النفط السعودي لم تعد ضاغطا على واشنطن.
مع كل ذلك، السعودية مترددة في الاقتناع من جهة، وفي التصرف على الارض من جهة اخرى، كأنها مذهولة، غير مصدقة، وللاسف لا زالت تراهن على واشنطن كما في الماضي.
ردة فعلها الوحيدة كانت في اخراج ولي العهد السعودي محمد بن نايف «المقرب من واشنطن» من قمقمه، وزيارته تركيا، في رسالة لا تخرج عن كونها «دلعاً سياسياً».
السعودية بحاجة إلى فزعة كل الامة نحوها، لكنها بحاجة قبل ذلك الى استراتيجيات مختلفة لمواجهة الواقع الجديد، بحاجة الى استراتيجيات شجاعة وخلاقة ليس اقلها من حسم تحالفات جديدة وسريعة.
(السبيل 2016-10-05)