هل هناك تقارب أردني تركي؟
نسمع اخبارا عن تقارب اردني تركي يتعلق بالملف السوري، ويقال ان مساحة الخلاف ضاقت بسبب الحرب المباشرة التي خاضتها انقرة ضد تنظيم داعش.
طبعا لم نشعر بهذا التقارب على نحو ملموس، ومن باب اولى، لم يصل التقارب الى حد اللغة التفاهمية الاستراتيجية، فالاردن لا يهرول بقوة نحو عاصمة الا وتكون اعتبارات العواصم الاخرى «الرياض، واشنطن، ابو ظبي، تل ابيب، القاهرة» حاضرة بقوة وفعالية.
رغم ذلك هناك مؤشرات على التقارب بدأت من اغلاق مدرسة تابعة لفتح الله غولن، وكذلك استقبال وفد من البرلمان التركي قام بشرح حيثيات الانقلاب الاخير الفاشل.
انا شخصيا لا ارى اي مبرر منطقي للخشونة الاردنية تجاه تركيا، فثمة مشتركات كثيرة يمكن الافادة منها مع الجانب التركي، ولعل «شركة» الشكل الحدودي بيننا وبينهم يجعلنا نقترب اكثر ونستفيد بشكل اعمق.
ايضا هناك تقارب سعودي تركي سابق ولاحق، فلماذا ننكره ولماذا لا يكون قنطرة لنا في الاقتراب من الاتراك والافادة منهم وكذلك محاورتهم.
عمان اليوم تتحدث عن بقاء الدولة السورية وتتجنب الحديث عن النظام هناك، وفي هذا مشتركات يمكن التعويل عليها مع الاتراك، فلا يوجد دولة اكثر مشابهة لنا في الملف السوري كتركيا، وهنا اطالب بالاقتراب اكثر من تركيا.
بشار الاسد يدير الظهر لنا، ونظامه لم يعد واقعيا، وطهران ابعد ما تكون عن مرمانا بسبب علاقتنا في الخليج، وروسيا جربناها في تفاهمات جنوب سوريا فخذلتنا.
اذًا تتبقى اميركا المتردد، وهي رهان متأرجح، والدليل قانون «جاستا» الموجه للسعودية، هنا علينا ان نلتفت لتركيا بمنطق المصلحة الوطنية الاردنية ولعل في جعبتهم الكثير.
(السبيل 2016-10-10)