التجربة المغربية.. النجاح متواصل
أثبتت عملية اجراء الانتخابات النيابية المغربية الاخيرة، ونتائجها التي اسفرت عن فوز حزب العدالة والتنمية الاسلامي بالمركز الاول – اثبتت- ان التجربة المغربية تتجه نحو اخذ مزيد من علامات النجاح بين قريناتها في الربيع العربي.
التجربة تلخصت بإقدام الملك المغربي- بعيدا عن حراك الشارع- على اجراء اصلاحات حقيقية تنازل فيها عن بعض صلاحياته، وبعد انحسار مد الربيع العربي لم تتراجع المغرب عن اصلاحاتها.
نتائج الانتخابات كانت دليلا آخر على تجاوز التجربة لتحدياتها، فقد كانت نزيهة، وعاد الاسلام السياسي المعتدل للفوز مرة اخى وبمقاعد اضافية.
بمعنى ان التجربة المغربية تعيش خصوصيتها بعيدا عن ضغوطات الخارج، وهذه نقطة تسجل للملك، وهي علامة بارزة في اداء الشعب المغربي.
ايضا اثبتت الحالة المغربية ان التعايش بين الحركة الاسلامية والحكم امر معقول وممكن، بل هو افضل من التهميش والاقصاء، فالدولة المغربية تعيش منسوبا اقل من التطرف كما انها تسير للافضل تنمويا واقتصاديا.
الملك هناك كسب كثيرا من انفتاحه على القوى السياسية، فقد تجذر حكمه اكثر مما كان، واستقرت الحياة السياسية وهو على رأسها، وهذا لعمري انجاز ودعامة جنبته كل مخاطر اهتزاز الشرعية.
اما نتائج الانتخابات، وحصول حزب العدالة والتنمية على المركز الاول بزيادة في عدد المقاعد عن الانتخابات الماضية، فهو دليل على شرعية الانجاز ولا سيما في الجانب الاقتصادي التنموي والخدماتي.
المغرب تعيش لحظاتها الجيدة، ونتمنى ان تسير بها للامام، فلغة الشعارات غائبة، وخصوصية التجربة حاضرة، اما تدخلات الخارج فنعوذ بالله منها حضورا وتأثيرا.
(السبيل2016-10-11)