السعودية وقمة عربية اقتصادية
تتحوّل الأنظار إلى المملكة العربية السعودية، فلم تعد إيران هدفاً، وضاع العراق وسوريا وليبيا واليمن في متاهات الفوضى والحروب الأهلية، وتبدو الدولة العربية الأغنى والأكبر والأكثر نفوذاً وتأثيراً هي الهدف الجديد لسلسلة شيطانية لا يمكن لأحد أن يتكهّن بسياقاتها المستقبلية.
ولو توقّع محلل اقتصادي قبل سنوات قليلة أنّ السعودية ستلجأ للاقتراض الخارجي، لقيل إنّ جنوناً قد مسّه، ولكن المسألة صارت أمراً واقعاً، فها هي الرياض التي كانت تهب المليارات بدون حساب، تتوجّه رسمياً، ولأوّل مرة في تاريخها الحديث، لاقتراض خمسة عشر مليار دولار من الخارج.
وأكثر من ذلك، فقد باتت استثماراتها في الولايات المتحدة مهدّدة بالحجز على ذمّة قضايا مفتعلة، وإذا كان أحد عاقلا لا يمكن أن يُصدّق أنّ للنظام السعودي يداً في هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، فالعقل لم يعد ينفع، وعلى الخطّة أن تتواصل فصلاً فصلاً وصولاً إلى المجهول.
الندم لا يمكن أن ينفع هنا، ولا بدّ من سياسات استباقية تستفيد من أخطاء الماضي، فالبيض لا يوضع في سلّة واحدة، وإعادة إنتاج وصياغة العمل العربي المشترك لم تعد ترفاً وتنظيراً في الهواء، ولعلّ البداية سياسياً تكون في اليمن وسوريا والعراق، واقتصاديا في الاستثمارات في الوطن العربي، ونتمنى أن تتبنى الرياض قمّة عربية اقتصادية تطرح مشروعاً موحداً يضع العرب على الخريطة من جديد.
(السبيل 2016-10-13)