كيف نحسب المديونية

تم نشره السبت 15 تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:09 صباحاً
كيف نحسب المديونية
فهد الفانك

نقاش طويل أخذ مجراه بيننا قبل أكثر من ربع قرن حول ما إذا كان الدين العام يحسب بموجب اتفاقات القروض الموقعة بالقدر المسحوب فعلاً ، أي إجمالي الدين ، أم أن ما لدى الحكومة من ودائع في البنوك يجب أن يؤخذ بالحساب ، اي بعد إجراء مقاصة بين الدين والودائع للتوصل إلى صافي المديونية.

من بين الذين جادلوا من أجل حساب الدين على الأساس الإجمالي الدكتور زياد فريز محافظ البنك المركزي ، وحجته أنه إذا جاز تخفيض المديونية بمقدار الودائع التي تملكها الحكومة فلماذا يقتصر الامر على الودائع طالما أن لدى الحكومة ممتلكات عديدة يمكن تسييلها مثل أسهم الشركات أو قطع الأراضي او الديون المطلوبة لها.

ومن بين الذين جادلوا من أجل حساب الدين على أساس الصافي أي بعد تنزيل الودائع ، الدكتور ميشيل مارتو عندما كان وزيراً للمالية ، وحجته أن سحب مبلغ ما من القروض وإيداعه في البنك لا يعني ارتفاع المديونية ، طالما أنه لم يتم إنفاق المبلغ ، كما أن الحكومة تستطيع بجرة قلم أن تستخدم ودائعها لتسديد جانب من الديون ، أي أن المديونية الحقيقية هي صافي الدين بعد إجراء تقاص مع الودائع.

لفترة طويلة غلب استعمال اصطلاح صافي المديونية بعد تنزيل الودائع الحكومية ، ولكن يبدو الآن أن الاتجاه إلى العكس ، فصندوق النقد الدولي أخذ يحسب المديونية على أساس إجمالي الدين بصرف النظر عن الودائع ، ومن هنا أصبح يشار إلى مديونية الأردن على أنها 9ر93% من الناتج المحلي الإجمالي بدلاً من 8ر84% على أساس الصافي. والفرق بين النسبتين هو ودائع الحكومة في البنوك.

بالرغم من هذه الاجتهادات ، فقد كانت النشرة الشهرية لوزارة المالية (وما زالت) توضح المديونية الإجمالية والصافية بمنتهى الشفافية.

بطبيعة الحال سوف نسير بعد الآن مع صندوق النقد الدولي ، ونقدم المديونية شهرياً على أنها إجمالي الدين المسحوب ، سواء تم انفاق حصيلته بسرعه أم بقيت في البنك لبعض الوقت.

برأي كاتب هذا العمود –إذا كان له رأي- أن ما يمكن أن يؤخذ بالحساب أيضاً هو احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية ، فهي تمثل دائنية الأردن للعالم وبالتالي فإن صافي المديونية الاجنبية هو إجمالي الدين مطروحاً منه احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية القابلة للتحويل. وتدل الأرقام الراهنة على أن الأردن في مركز دائن صاف تجاه العالم الخارجي ، أما المديونية الداخلية فلها حساب آخر ولا يجوز مساواتها بالمديونية الخارجية بالعملات الأجنبية.

(الرأي2016-10-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات