فايز الطراونة.. أين أنت؟
غم ديناميكية المشهد السياسي الاردني الداخلي (نواباً واعياناً ووزراء جدداً)، الا اننا لم نر او نلحظ نشاطا من اي نوع لرئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة.
حتى إنه انتشرت اقاويل نخبوية ان الطراونة لم تتم مشاورته في تشكيل مجلس الاعيان، وان كثيرا من المقربين منه تم استبعادهم من التشكيلة الحالية.
هذا معناه ان الرجل لا يعمل بالظل، وانه اقرب الى المجمد منه الى الفاعل، فكلنا يتذكر نشاطه الكبير قبل اربع سنوات في قصة المشاورات مع مجلس النواب، وما اسفر عنها من تكليف حكومة النسور.
هنا يأتي السؤال عن مبرر ذلك: أهي قراءة جديدة لدى الحلقة الضيقة بتجميد موقع رئيس الديوان سياسيا، وجعله قاصرا على ادارة مجموعة موظفين بأبعاد بيروقراطية؟ ام انها قضية متعلقة بشخص دولة الدكتور فايز الطراونة، وموقف الحلقة الضيقة منه؛ وبالتالي سننتظر رحيله، وتكليف شخصية اخرى تعاود نشاطها السياسي؟
هناك من يطبخ ادوات المشهد السياسي الاردني، ويعيد تدوير زواياه، وحتى الان يبرز اسم عماد الفاخوري وجعفر حسان كشخصيات لها وزن في اللعبة الحالية.
على الطرف الآخر، يغيب التيار المحافظ عن مسرح الاحداث، وهذا يشكل خللًا كبيرًا في طريقة هندسة الحالة السياسية الاردنية الحالية.
وللأمانة هذا يقلقني جدا؛ فالخروج من كلاسيكية الطبخة السياسية الاردنية الى حالة من «اللامعلوم» أمر يثير الريبة والشكوك والقلق.
نحن احوج –مرة اخرى– ما نكون في ظل اقتراب المعارك الكبرى في المنطقة من انطلاقها (الرقة، والموصل) الى توسيع بيكار المطبخ والمشاورات، اما جعلها حكرا على البعض فستكون الكلفة عالية، وأتمنى ألا تكون.
(السبيل2016-10-16)