مصر السعودية وبالعكس
لا تكمن أهمية خبر زيارة اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري للقاهرة في الزيارة نفسها، فنحن نعرف أنّه مهما تردّت علاقات الدول العربية العربية سياسياً، فالعلاقات الاستخبارية تظل قائمة، وتبادل المعلومات مؤكد، وكثيراً ما سُربت أخبار عن لقاءات “سرية” بين مسؤولين أمنيين من دول عربية متحاربة!
الأهمية تكمن في الإعلان الرسمي عن الزيارة، وفي توقيت هذا الإشهار، فمن الواضح أنّه يأتي على خلفية الخلافات المصرية السعودية التي تشهد في كلّ يوم تدهوراً جديداً، ولم يعد سراً أنّ احتواءها سيحتاج إلى بعض الوقت، وكثير من الجهد.
هذه التطورات المتسارعة تعيد إثارة الأسئلة حول الارتجالية التي تُبنى عليها العلاقات العربية العربية، ممّا يضعها دوماً في مهب رياح النزق وردود الافعال المتسرّعة، التي غالباً ما تخرج عن المنطق، ولا يمكن تفسيرها إلاّ باعتبارها “شخصانية” وتتحكم فيها القرارات الفردية، أكثر ما تحكمها مصلحة البلاد والعباد.
مصالح مصر الاقتصادية والسياسية لا يمكن أن تتحقق إلاّ بعلاقات ممتازة مع السعودية، والعكس صحيح، ومن الصعب فهم أنّ البلدين اللذين كانا يبشران قبل أشهر قليلة، بما يشبه الوحدة، حيث المشروعات المشتركة، والسياسات المتطابقة، يعيشان الآن مناكفات لا تليق إلاّ بالخصوم، وربّما الأعداء أيضاً.
(السبيل2016-10-18)