وداعاً هاني الحسامي
“كلّ نفس ذائقة الموت”، “وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأيّ أرض تموت”، وليس هناك من كبير أمام الموت، ولكنّ رحيلك المفاجئ يا صديقنا وعزيزنا وحبيبنا هاني الحسامي قدّم شكلاً أكثر حزناً لفجيعة الفقدان.
لم أره في يوم إلاّ وقد ملأت وجهه ابتسامة، وكنّا نعرف في أيّ مجلس أنّ مجرد انضمامه إليه يعني إشاعة الفرح، وصوت ضحكته الناعمة كانت لا تخفى على أحد، وظلّت سخريته اللاذعة بكلمات قليلة تختصر حوارات تستغرق ساعات.
وحتى طريقة رحيله فقد كانت تحمل مغزًى من نوع معيّن، حيث فاجأنا بمنشوره على صفحته: ركبنا» شبكة» لزيادة البث؛ المعركة مستمرة لمطاردة كل الضالين والمغضوب عليهم....! فكتبنا له ضمن المئات من أصدقائه: سلامات، ولكنّه سرعان ما عاد إلى المشفى ليفارق الحياة.
المعركة لم تستمر لمطاردة الضالين والمغضوب عليهم، إذن، ولم تنفع “الشبكة” في زيادة البث، فلا راد لقضاء الله سبحانه، ويبقى أنّنا نودّعك اليوم يا أبا ربيع، ونحن نعرف أنّنا سنظلّ نفتقد تلك الابتسامة الساحرة، والضحكة الملأى بالفرح.
(السبيل2016-10-31)