حين يرفض المجتمع المحلي العبث بالمناهج
باعتقادي الشخصي ان في الاردن حالة لابد من قراءتها بشكل واع، ولا سيما من قبل مطبخ القرار، فحين يتصدى لقصة العبث بالمناهج المجتمعات المحلية، هنا يحق لنا دق ناقوس الخطر والالتفات الى ما وراء ذلك.
نعم هناك غياب لتيار محافظ كان في الدولة، وهناك تكسير ممنهج للقوى السياسية المحافظة في البلد، وهذا بحد ذاته مدعاة لحدوث فراغ؛ وبالتالي يطرح سؤال من سيملؤه.
لست مغرما جدا بالمساحات الكبيرة التي كان يسيطر عليها التيار المحافظ في البلد، وقد أختلف معه في برنامجه السياسي المناهض الاصلاح.
لكنني أراه فيما يتعلق بهوية الدولة وشرعيتها وقيمها ومعاييرها كان يشكل عامل توازن رادعًا لقوى تريد نقلنا مرة واحدة الى اماكن لا تليق بنا ثقافيا.
ثم جاءت قضية المناهج الاخيرة التي حملت في بنيتها اهدافا مكشوفة واضحة تهدف الى ضرب البنية المحافظة في المجتمع من خلال اختصار الوجبة الدينية.
راقبت من خلال دراسة قدمها شباب قريتي «ساكب» ان واضع المنهاج الجديد «مخ التغيير» يرمي الى ضرب مفهوم المعيارية كنظرية، واعطاء منطق الوضعية الحجم الاهم والاكبر.
قد لا تفهم الناس البسيطة هذه الاهداف، لكنهم شعروا به، واعلنوا في المجتمعات المحلية مقاومتها بشراسة، والغريب ان ثمة اصرارًا رسميًا على المضي بالتعديلات «كأنهم يناضلون لأجل ذلك».
هناك من الوجبات الليبرالية قادمة على بلدنا بشدة، وللاسف يقدم البعض تنازلاته السياسية «دولة مدنية» بدون وعي كاف بالسياقات الحالية، ولعلها فرصة كي نقول «لقي عن راسك لكن ليس على حساب راس المجموع».
(السبيل2016-10-31)