خواطر اخوانية لا بد من البوح بها

المدينة نيوز – خاص - وليد بركات : لابد لي من الاشارة بداية الى انني لم اكن يوماً سياسياً او اخوانياً ولم أكن منظماً فكرياً اوعقائدياً وايدولوجياً , ولكنني مواطن عادي وجد في جماعة الاخوان المسلمين ضالته بين مدعي السياسة ومنظري حب المصلحة الوطنية, لقد اثلجت صدري شعارات الجماعة كونها تلامس هموم ومشاكل المواطنين الذين وجدوا فيهم وكيلا ومدافعا عن حقوقهم و حرياتهم , دون مطمح بمنصب او منفعه ماديه, في الوقت الذي اعتنق فيه الكثيرون الصمت وسيطر عليهم الخوف عند الحديث في محاربة الفساد والمفسدين والقضاء على المحسوبية.
لقد فجعني قرار الاخوان المسلمين بمقاطعة الانتخابات النيابية تحت حجج وذرائع تتعلق بنزاهة الانتخابات النيابية رغم ان الحقيقة محاولة منهم للتهرب من ايجاد الحلول لخلافاتهم الداخلية دافعين بالكرة في مرمى الحكومة لتنوب عنهم وتلعب دور المصلح الاجتماعي في مسلسل الخلافات المستمرة بين صفوفهم ومحاولين اقناع واجبار المواطنين على تصديق ادعائهم بضرورة تحقيق مطالب الجماعة وخاصة نزاهة الانتخابات النيابية كشرط للمشاركة فيها .
اود ان اشير هنا انني كغيري من المواطنين تبددت امالنا وطموحاتنا نتيجة لقرار المقاطعة , ليس لانهم حاولوا ايهامنا بحسن نواياهم تجاه المقاطعة وانها جاءت لمصلحة المواطنين , وانما لاننا خسرنا وكيلاً ولساناً كان يتحدث باسمنا ويتلمس احتياجاتنا وهمومنا , وحرمنا حقاً دستوريا وشرعيا في محاسبة ومراقبة الحكومة , وهدم لنا منبر كان يفترض ان يكون صوتنا ونورنا في وقت صمتت فيه واطفئت فيه انوار منابرنا , فما كان منا الا ان قررنا لبس ثوب الحداد ليس على قريب اوصديق وانما على احلام وطموحات كانت تتحقق على ايدي من سلمناهم الامانة ووثقنا بكلامهم وصدقنا انفعالاتهم في تغليب الذات على مصلحة المواطنين .
واود هنا ان اوجه رسالة لقيادة جماعة الاخوان المسلمين مفادها انكم اذا حسبتم انكم بقرار المقاطعة قد ربحتم جولة مع الحكومة من خلال الضغط عليها لفتح قنوات الحوار والنقاش معكم , الا انكم خسرتم قواعد ( لا تنتسب فعليا لجماعتكم) وانما رأت فيكم المسيح المنتظر لتحقيق امانيها . وانا اقول لكم اذا كان قرار المقاطعة يحفظ ماء وجوهكم من احتمالية الفشل في الانتخابات , الا انكم خسرتم الكثير الكثير ممن دعموا وناصروا ودافعوا عن مبادئكم وافكاركم وتوجهاتكم دون ان يكونوا اعضاء في جماعتكم او حزبكم.