الدولة تحت الضغط
لم يرغب الاردنيون بحدوث ما كان في قاعدة الملك فيصل في الجفر، حيث اقدم احد جنودنا على اطلاق النار على ثلاثة مدربين اميركيين؛ مما اسفر عن موتهم «عملية تبادل لإطلاق النار».
مجرد السماع بالحادثة اصابنا بالقلق، فلسنا معنيين بالدخول في ميمعة التكهنات والضغوط الخارجية التي قد تفسر الحادثة بلغة ضاغطة علينا.
كنا بالغنى عن ذلك، لكن ما حدث لا يمكن ردعه، وعلينا التعامل معه بمنطق وطني واع حريص وحذر؛ فالتربص الاقليمي مثير للجدل، ومن مصلحتنا جميعا ألا تكون أدواتنا تحت الضغط.
في البداية يجب ان تكون رواية الجيش هي روايتنا جميعا، فالمعطيات والمؤشرات، بحسب التحقيقيات الاولية، تقول إن ما جرى عبارة عن حادث لا اكثر ولا اقل.
ولا اظن ان الاميركان سيقاومون الرواية كثيرا، لكننا سنواجه تحليلات متعلقة «بالذئاب المنفرد»، وتوقيت العملية الذي جاء بعد خطاب ابو بكر البغدادي الاخير.
لكن بالمحصلة العملية تأتي في وقت مثير للجدل، غير مريح لنا، فالانتخابات الاميركية مستعرة، وتسويات الاقليم «عسكريا وسياسيا» تنضج، وتهم عشعشة التطرف في الثقافة والمؤسسات توزع هنا وهناك.
وقطعا ان لغة اللمز والهمز ستكون حاضرة في بعض ادوات الاعلام الغربية والعربية، كما ستحضر تحت الطاولة في حوارات الغرب معنا، وقد تكون هناك مطالبات.
الدولة تحت الضغط، ومن واجبنا جميعا، افراد وجماعات، ان نتفهم ذلك وان نشعر به تحت غطاء كثيف من المسؤولية والوطنية، فالوقت قصير، ولياقة المسافات القصيرة يجب ان تكون حاضرة.
(السبيل2016-11-06)