ساكب.. الرسالة القوية
منذ بداية الجدل حول موضوع المناهج، باعتقادي، ان امتناع الاهالي في «بلدة ساكب» من ارسال أبنائهم ليومين للمدارس، يشكل الرسالة الاحتجاجية الاقوى التي يجب ان تقرأ بعناية.
ما قالته ساكب كان واضحا، فهي تعبر عن قلقها ككل الاردنيين من تسلل «مجموعة عابرة على قيمنا» تحاول فرض ما تراه دون اعتبار لخصوصياتنا.
كما اننا نشعر في القرى والبوادي والمخيمات ان التيار المحافظ في الدولة والمجتمع الذي كان يقوم بمهمة منع هذه المجموعة من فرض وجهة نظرها، لم يعد فاعلا، بل لم لم يعد موجودا في حلقة الدولة الضيقة.
المسؤولون حاولوا منع «امتناع الطلبة من الذهاب للمدارس»، واستعانوا لذلك بالاجهزة الامنية والحاكم الاداري، فهناك خشية من عدوى تعم المملكة بأسرها.
لكن للأمانة، جرى جدل شديد في القرية حول فلسفة استخدام «الاضراب» وجدواه، وكان النقاش راقيا ومميزا، والتقطت من بين ثناياه حسا واعيا وادراكا كبيرا للتفريق بين الغاية والوسيلة.
لا غرض سياسيا كان في الاضراب، ولا توجد جهة بعينها حاولت فرضه على الناس، لكنه القلق من الآذان الصماء التي اصابت اجهزة الاستشعار في الدولة.
قلتها في مقالة سابقة، فحين تصل المجتمعات المحلية الى مرحلة الاضطرار للتدخل في جدليات ثقافية عميقة كموضوع المناهج، وتغيب بالمقابل مؤسسات اخرى كالجامعات والاحزاب والنواب، فهذا مؤشر على مرحلة «جديدة قديمة» تحتاج الى وقفات.
سيعود طلاب ساكب الى مقاعد الدرس، فقد بلغوا الرسالة، معذرة الى ربهم ووطنهم، وبعد ذلك على الجميع ان يتابع ما جرى بعمق ووطنية، فالدلالات عميقة يا مسؤولي بلدي.
(السبيل2016-11-07)