الاخوة قحطانوف !!
بدءا اعتذر للكاتب الخالد ديستويفسكي عن تحوير عنوان روايته الاخوة كراموزوف والتي عرفت باسم الاخوة الاعداء، وما اعنيه بالاخوة قحطانوف العرب جميعا بعد ان بلغوا هذا الحد من الاحتراب بل الانتحار الجماعي، فهم يرددون بالعربية الفصحى ما قاله الاب زوسيما باللغة الروسية، وهو اذا لم يكن هناك ما يمكن الاحتكام اليه فان كل شيء مباح ومتاح … وما يحدث هو بالفعل استباحة علنية لكل ما قيل لنا انه محرم بدءا من تفخيخ الذات حتى دماء ذوي القربى !
ولم يخسر الاخوة قحطانوف في حروبهم الست او السبع مع عدوهم التاريخي واحدا بالالف مما خسروا في حروب البسوس وداحس والغبراء حتى بعد ان ارتدت البسوس بنطال الجينز الممزق عن الركبتين وبعد ان تحول داحس الى دبابة وتحولت الغبراء الى طائرة ! فأية سايكولوجيا هذه التي تدفع ضحاياها الى التنكيل بأنفسهم وببعضهم على طريقة ذلك الجاهلي الذي قال لمن معه من صعاليك : سنغزو الليلة خيمة بكر اخي ان لم نجد ما نغزوه غيره !
ورغم قراءتي لما كتب عن المقهورين والمهدورين والموتورين والمنبتّين الذين لا تاريخا قطعوا ولا جغرافيا ابقوا الا ان اللغز ما يزال عصيا على التفكيك .
ولو كان فرويد عربيا وعاش حتى ايامنا لربما غيّر الكثير من نظرياته، لأن ما سماه جريمة قتل الاب هو الان جرائم قتل العائلة كلها، وما قال انه تصعيد للغرائز بهدف الارتقاء بالانسان اصبح الان تسفيلا وليس تصعيدا وهبوطا نحو العالم السفلي وليس صعودا الى الدماغ !
حتى تلك اللوحة للفنان الاسباني غويا قد لا تفي بتصوير المشهد العربي وهي عن رجلين يتبارزان ولا يشعران بأن تحت اقدامهم دوامة تبتلعهم !
ان ما كان ذات يوم غير قابل للتصديق ويوصف من يقوله بفقدان الرشد اصبح الان خبرا يوميا مألوفا على الشاشات، وما جرى للاخوة قحطانوف لا يستطيع روائي حتى لو كان ديستويفسكي ان يصفه، فكيف ننتظر من مقالة او تعليق تلفزيوني مدته دقيقتان ان يفي بالغرض ؟؟؟؟
(الدستور2016-11-08)