لماذا جاء خطاب الملك قصيرا؟
فوجئنا جميعا بخطاب الملك القصير، فعلى غير العادة لم يسهب في أي من الملفات، واكتفى بإشارات سريعة، كأنه يريد ان يوصل لنا من خلال «الاختصارات» رسالة من نوع ما.
الترميز في الملفات الداخلية، اعتبره البعض، نوعًا من تخلي الملك عن التدخل المباشر في العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب، فلتقدم الحكومة برنامجها ولتتلقى وعدها من النواب.
انا شخصيا لم أر المسألة بهذه الطريقة، فالاختصارات جاءت لتقول إننا مللنا الحديث في التفصيلات، وان الحلول صعبة ومعقدة، ومن «التنطع» اعادة سرد عناوين لتفصيلات اقتصادية واجتماعية مستعصية.
نعم أقلقني الاختصار، لكنه كان منطقيا ينسجم مع «سيكولوجية المواطن الاردني» الذي مل الوعود، ولم تعد تخطفه اضواء الكلمات والاسهابات.
الملفت ايضا ان الملك لم يتحدث بالسياسة الخارجية بأي اتجاه، فلم يتعرض لما يجري في المنطقة، ولم يسجل موقفا يقترب فيه من هذا الانحياز او من ذلك.
ولا ادري هل هذا التجاهل «وليس الاختصار» لملفات الاقليم، يشكل موقفا بحد ذاته قائما على التريث والحيرة، ام انه رسالة للمؤسسات في الداخل عنوانها: «اهتموا بالداخل ودعوا الملف الخارجي».
الملك لم يغفل «رغم الاختزالات المقصودة» ذكر القدس والمقدسات، فلم تسمح الكلمة المقتضبة أن تتناسى دور الاردن في المسجد الاقصى، وهذا يؤكد اشتباكنا المستمر مع القضية.
على كل الاحوال، رسالة الاختصار واضحة، فالعمل أجدى من القول اردنيا واحوج، لكن بالمقابل الاختصار يعكس مزاج المطبخ اليوم من ناحية تقييم الاداء والاستماع للمؤسسات.
(السبيل2016-11-08)