بلا تضامن من أحد
رولا العمر وجه وضّاح عرفناه على كرسي متحرك برتبة ملازم في المدينة الطبية, تتنقل على الكرسي وتبتسم لكل من يحاول مجاملة اعاقتها.
اليوم تعود رولا التي اصبحت رائداً من لندن, تحمل شهادة الماجستير في التمريض, وتنضّم الى ادارة التمريض في القوات المسلحة, ولتكون محاضراً متفرغاً في كلية الاميرة منى للتمريض.
رولا لمن لا يعرف سقطت قبل عشر سنوات في حادث من حوادث الهجوم الارهابي على ثلاثة فنادق اردنية. وتم حملها للاسعاف وهي مصابة بالشلل الرباعي: وكانت الاصابة تطال الجهاز التنفسي, والنخاع الشوكي واختراق عظم الجمجمة, وثقوباً في الرئة والطحال والكبد.
الملك القائد الأب لم يترك ابنته الطموحة–كان يقول ابنتنا رولا–فأمر باستمرارها في التعليم والتخصص على حسابه الشخصي.
نروي بعض قصة رولا لنقول, إننا بهذه البطلة نواجه الارهاب. فقد كنا اول ضحاياه في مثل الامس عام 2005 وكنا ننزل الى الشارع ونتظاهر, ونرفع اعلامنا.. لكننا كنا ننتظر من الاشقاء كلمة تضامن واحدة. نكفكف الدموع على عشرات الضحايا. فاكثرهم جاء من جنين المحتلة ليحتفل بعرس احد ابنائه فسقط منهم العشرات, وخسرنا وخسر العرب المخرج العظيم مصطفى العقاد ووحيدته التي جاءت من بيروت لتلتقي والدها.
فهناك من يريد حريته لأنه أخرج فيلم الرسالة الذي قدم به للعالم حقيقة الاسلام. فقتل باسم الاسلام.
أحد احزابنا الاسلاموية أصدرت بياناً نسيناه الان بعد عشر سنوات تبرر به جريمة الارهاب بالقول: إن القاعدة كانت تعرف أن هناك اجتماعاً للموساد الاسرائيلي وكان الانفجار في احد الفنادق لاصطيادهم.. لكن الذين قتلوا كانوا من جنين. ثم ذهب قادتهم الى الزرقاء ليعزوا بالزرقاوي.. ويمنحوه اكرم التكريم: لقب الشهيد الذي يشفع بسبعين من أهله ويدخلهم الجنة مهما كانت ذنوبهم.
برولا العمر نواجه الارهاب. ونقاتل الانحطاط والزيف وخراب النفوس بين الاردنيين.
نحن نعرف كيف نداري جراحنا بعشرات الشهداء الذين سقطوا ضحايا الارهاب.
لا نريد تضامن الاشقاء الذين يعانون من الارهاب الان. فنحن لنا أهدافنا ويقيننا الوطني.. لنا الاردن, والقيادة والحرية.
(الراي2016-11-10)