برقية الرئيس المشفرة ؟!
يفاجئ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الفلسطينيين والعرب، انه يعرف اسم قاتل ياسر عرفات، لكنه لا يريد كشف الاسم، لان شهادته لا تكفي، والواضح من كلام الرئيس، ان هذا اتهام سياسي، غير مباشر، على شكل برقية تهديد، لاحد خصوم الرئيس، وهم كثر في بنية السلطة الوطنية الفلسطينية، وفروعها، هنا وهناك.
كيف يمكن للرئيس الفلسطيني وهو صاحب السلطة، ان يصف شهادته انها غير كافية، وانه لايريد كشف الاسم لهذا الاسم، فأذا كان الشخص الذي يمتلك السلطة، وادواتها التنفيذية، غير قادر على اشهار اسم القاتل، او الطرف الذي ارسله، فمن هو الطرف القادر اذاً في مثل هذه الحالة؟!.
هذا الكلام على الاغلب، مجرد تهديد سياسي، لطرف او شخص سوف يفك الرسالة، التي تم ابراقها له، فهي تهديد ضمني لطرف يشعر الرئيس بضيق منه، لسبب او آخر، ويريد تهديده ضمنيا، بحرقه والتشهير فيه، تحت وطأة ملف مثل مقتل ياسر عرفات، والا كان المفترض ان لايسكت الرئيس كل هذه السنين، على الطرف الذي يعتبره قاتلا او مسببا، فهذه قصة اخرى، اي قصة السكوت على قاتل عرفات، وتذكرها في هذا التوقيت بالذات.
يقول مطلعون ان هذا التوقيت بالذات يشهد تحركات كثيرة، في ظلال الرئيس، ومن خلفه، وهو ربما يستشعر تغيرات مقبلة على الطريق، بضغط او بوحي من جهات فلسطينية، تريد الترويج لسيناريو تغيير الرئيس الفلسطيني، لاعتبارات كثيرة، وقد تسربت هذه المعلومات الى الرئيس عباس، مما يجعله في وارد الرد عليها، بهذه الطريقة التي تصح تسميتها بالبرقية المشفرة المرسلة لجهة محددة سوف تلتقط البرقية وتفكها بشكل سهل جدا، اضافة الى ان الرئيس قد يكون تعمد تعميم الرسالة بحيث يفهم اكثر من طرف، انه المقصود.
على الاغلب ان كلام الرئيس يأتي في اطار صراع داخلي فلسطيني، دون ان ينفي ذلك صلة اطراف عربية او اسرائيلية، بهذه الجريمة، عبر تبنيها او التخطيط لها، لكن السؤال الاهم، لماذا سكت الرئيس كل هذا الوقت وتذكر الان، وهذه بحد ذاتها ادانة للرئيس الذي كان صامتا كل هذا الوقت؟!.
(الدستور2016-11-12)