مبادرة «احنا الشعب الواحد»... لا حاجة لها
تساءل الكثيرون عن مبررات ومنافع المبادرة التي أطلقتها الزميلة صحيفة الغد وامانة عمان تحت عنوان «احنا الشعب الواحد».
بمعنى لا يوجد أحداث كبرى في هذا التوقيت تحتاج منا الى التذكير بأننا شعب واحد، حتى مناسبة ذكرى تفجيرات الفنادق –باعتقادي– لا تشكل مبررا لحملة قد يفهم منها اننا نعيش حالة انشقاق وطني.
اما قصة الاستقطاب التي جاءت نتيجة لموضوع المناهج، وكذلك تلك التي تلت عملية اغتيال الكاتب ناهض حتر، فمعالجتها لا علاقة لها «بالشعب الواحد» بقدر حاجتها لنقاشات أعمق منصفة لا منحازة.
على العكس من كل ذلك، فان اطلاق حملة بهذا الشكل، وتحت هذا العنوان، قد تعيد انتاج ظهور ملف التناقضات الى السطح الوطني.
نحن نعترف ان مجتمعنا بطبيعة بنيته فيه من التناقضات ما لا يستهان بها، واننا لا زلنا نطرح أسئلة الهوية على انفسنا وعلى المجموع الوطني بشيء من القلق عميق.
لكننا في المقابل، تمكنا من إحداث حالة تعايش مركزية صلبة غير قابلة للتشظي تحت اي عنوان، فلو أخذنا مثلا «قصة الاصول والمنابت» لم تعد تطرح الا من الشوفينيين او ممن يستفيدون من طرحها.
على الجهة المقابلة تبدو حجج حماية السلم الاهلي وتعظيم قيم المواطنة غير مناسبة في اطلاق هذه الحملة، فخصوصية الحالة الاردنية، ومرونة الحالة الهوياتية، وما نمر به من ظروف على الحدود وفي الاقتصاد، كلها مبررات لعدم اثارة التساؤلات الكبيرة حاليا.
انا متأكد ان الحملة كان اجتهادا يريد تعظيم مجموعة من القيم المجتمعية الجيدة، لكننا احيانا نرمي ورودا في بئر فنلوثه حتى بالرائحة العطرة.
(السبيل 2016-11-13)