من قتل ياسر عرفات؟
لا يؤكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنّ الرئيس ياسر عرفات قُتل فحسب، بل يتجاوز ذلك ويقول إنه يعرف القاتل، وسوف يعلن ذلك قريباً، ونحن نتساءل: لماذا التأخير والفلسطينيون في لهفة لمعرفة قاتل زعيمهم التاريخي؟
وقد تطلّب الأمر قنبلة “نووية” صغيرة لقتل ياسر عرفات، ومنذ أن برز أبو عمّار قائداً للثورة الفلسطينية في نهايات الستينيات حتى مقتله المفاجئ ظلّ هدفاً دائماً للاغتيال، عبر كلّ الوسائل المتاحة، ولكن الوصول إليه بهذه الطريقة الوقحة يثير مزيداً من الأسى والحزن، فقد كان محاصراً في مكتبه، ولا يحيط به سوى قليل من المقرّبين.
المختبر المتطوّر أثبت أنّ كلّ ملابس عرفات كانت مشبّعة بالبولونيوم، حتى طاقيّته المشهورة كانت كذلك، وخطورة الأمر أنّ على أصابع الاتهام أن تتوجّه إلى المحيطين به، ودون تسرّع في اتّهام أحد بعملية معقّدة فإنّ العقل لا يمكن أن يستوعب وصول البولونيوم إلى هناك ببراشوت، أو عبر الهواء، فهناك، إذن، من شارك في القتل.
لم يصدّق أحد أنّ عرفات مات ميتة طبيعية، وخرج الكثير من النظريات ومنها دسّ السمّ في الطعام أو الشوكولاته، وظلّ طبيبه الراحل أشرف الكردي يصرخ مطالباً بالتحقيق دون أن يلتفت إليه أحد، وكلّ ذلك الماضي كان مجرّد تكهنات، أمّا الان فقد ثبت أنّه قُتل، وبين أيادينا أداة الجريمة أيضاً.
العالم كلّه، وليس الشعب الفلسطيني فحسب بانتظار معرفة القاتل، والأمل أن يعلنه السيد محمود عباس الآن الآن وليس غداً.
(السبيل 2016-11-13)