قصيدتان للألم والوهم
(1) بلفور
تأكسد الهواء والرماد
تأكسدت الحكاية المشحونة بالخديعة
بطارية أمتك مصابة بالإيدز
كلمات وعدك محفورة على جدري الخراب
والعالم ابيض، يتقيأ خسارته
قطيع هراء يركض في الغابة
تقدم إذن يا بلفور
ارقص على جثث الأشجار
اجلب لقطاءك من أصقاع السل
الساعة في دقيقتها التاسعة والتسعين
راوغ، أحفر باسم العهر مكاتيب الخسارة
لا شيء، لا شيء سوى أنك تحمل تابوتا
وتسير في جنازة التاريخ إلى المزبلة.
(2) بلا بيت
كأن لهفتي لعناقك ميتة منذ قحط
يا سلالتي البائدة
كأني بلا بيت أو جدران تتقافز
بين أوهامي الضالة..
هناك، عند مفترق الأوجاع
أقف مشدوها كسهم طائش
أوضّح جدران الوهم
وأحلم بحديقة صغيرة وشرفة تطل على الله
وثلاث قبرات على شجرة الأسكدنيا
وأغنية قرب دالية الممر
أحاول رسم وردة على جدار
ومرآة دائرية في غرفة النوم
وغابة أشجار في الصالة
وجسرا خشبيا معتقا بين نافذتي وغريفة القلب
لبرهة أشك بأن خطوط الفحم على الجدار هي بيت
أو ـ ربما، حديقة أوراد تشغل الروح بالأمنيات
أفتح خزائن الليل
وأخرج منها حوارا لفاوست
ومخطوطة الحرب للشيطان
ومعركة مسكونة بأحلام النصر لهانبيعل
حين أفتح الباب تطل سيدة من رضاب الغيم
وفاكهة من منازل الأفق وقصيدة لنزار قباني
ليس لي بيت يا سيدتي سواك
بيت من أشجار السنديان
معلق بين خاصرة الغيم
ورف طيور مجنون بالتحليق
ليس لي وطن أعود إليه من تجوالي
سوى عينيك ،أحمله بين ضلوعي
وانكسر حين يغلق نوافذه
ويمنعني من البكاء ، أريد أن أبكي على صدرك يا وطني
أن أمزق كل الكلمات المأهولة بالجن
والشياطين والطغاة ، وأغلق عليهم باب البكاء والألم لأبقيه لي
ولي فقط حين أعود إليك
محمولا على جذع قافية معطرة بالخضرة.
(الغد 2016-11-13)