مبادرات الملك في انتظار التطبيق
تأتي المبادرة المدروسة من الملك، فيتحدث عنها الإعلام، وتتلقفها الحكومة، وتبدأ التصريحات المؤيدة الملأى بعبارات الثناء والتشجيع والتأييد، حيث يفرد تلفزيوننا واذاعتنا كلّ الوقت المؤقت للحديث عنها دون كلل ولا ملل، وللأسف فلا يتحدث أحد عن المضمون، ولا يروّج للتفاصيل والجدوى، وبعد أسبوع أو أقلّ يذهب كلّ ذلك إلى النسيان، فلا أحد يتابع ولا يحزنون.
الكارثة الأردنية التاريخية الحقيقية هي في الماء والكهرباء، فليس عندنا ولو نهر واحد نتعكّز عليه كغيرنا من الجيران، ولا عندنا بئر نفط أو غاز كما الجميع من حولنا، ولهذا ففاتورتنا السنوية هي في الاعتماد على الآخرين، وبالتأكيد في اللجوء إلى جيوب مواطنينا.
الملك أطلق قبل سنوات مبادرة الطاقة البديلة المتجددة، على أساس أن يكون فوق كلّ سطح أردني منصات تحتلها خلايا شمسية تعطينا الطاقة المجانية، وصار لدينا قانون وأنظمة وتعليمات لم ترتق للرؤية الملكية، والمزعج أنّ المؤسسات الرسمية تُعثّر التطبيق بمتطلباتها الساذجة، وكأنّ لسان حالها يرفض المبادرة.
الغريب أنّ القطاع الخاص من خلال بعض البنوك الرائدة، وبدعم من البنك المركزي، استجاب لمبادرة الملك وطرح قروضاً فائدتها صفر بالمائة لدعم الذهاب إلى الطاقة البديلة، ولكنّ القليلين من المواطنين يعرفون هذا، أمّا الذين يعرفون وحاولوا فقوبلوا بالروتين المعتاد الذي يقتل كلّ من توجّه لدائرة حكومية.
تحدثنا باقتضاب عن مبادرة الطاقة البديلة التي تنتظر الحزم في التنفيذ، وشطب الجمارك والضرائب نهائياً، فهي مستقبلنا، ولا داعي للتذكير أنّ حتى الدول النفطية صارت أولوية عندها، ويبقى أنّ الماء وحصاده قصّة أخرى، تستأهل مقالة جديدة!
(السبيل 2016-11-15)