منع الأذان في فلسطين
واضح ان «اسرائيل» تفرض بقوانينها العنصرية تحديا جديدا على الفلسطينيين، لكنها في الغالب تعطيهم الفرصة لصياغة تحديات نضالية تجعل من القضية اكثر حضورا وفعالية.
خذ مثلا احمد الطيبي النائب العربي في الكنيست، فلم يجد الا رفع الاذان داخل الكنيست، وفعل كذلك بعض زملائه، ليسجل دلالة رمزية نضالية تعلن عن احتجاج الشعب الفلسطيني.
على الجانب الآخر، كانت ردة فعل مسيحيي مدينة الناصرة نضاليا ايضا، فقد اعلنوا بوضوح ان عبارة «الله اكبر» ستجلجل فوق بيوتهم، وهنا رسالة نضالية اخرى تفرضها عنصرية المحتل.
يحاجج الإسرائيليون في أن قرارهم يحترم الحريات الفردية لأصحاب الأديان الأخرى، من يهود ومسيحيين، كما أنه «يراعي» أيضاً حريات بعض المسلمين الذين لا يصلّون أو لا يرغبون في سماع «ضجيج» الأذان.
هذا كلام ممجوج، لا قيمة له، فكل المشاريع والقوانين الصهيونية، تهدف الى طرد الفلسطينيين من التاريخ والجغرافيا على السواء.
كما انهم مع سريان سعار «الدولة اليهودية» بدأ تفكيرهم يتجه نحو محو كل الرموز الدينية المعلقة بالاسلام؛ لأنهم يعلمون انه عصب الهوية وعصب الصراع.
بعد كل ذلك، يأتي السؤال كيف سنتصرف، وكيف سيكون سلوكنا تجاه كل ذلك، هل سنكتفي بمقاومة مؤقتة تدور مع القرار تستسلم في النهاية، ام اننا في فلسطين، وعند كل الامة بحاجة الى مشروع اكبر من مجرد الاحتجاج، ام الحلم م ازال بعيدا؟
إنها اسئلة كبيرة ثقيلة تحتاج الى نقاشات معمقة، لكن ما اعرفه اننا يجب ان نناضل بكل السبل المتاحة.
(السبيل 2016-11-17)