منع أذان الأقصى أمام الاردن
يؤذن النائب احمد الطيبي في الكنيست الاسرائيلي، بكل جرأة، يحسدها عليها كثيرون، في عقر برلمان الاحتلال، ردا على مشروع قانون الحكومة الاسرائيلية بمنع رفع الاذان عبر المكبرات في فلسطين الثمانية والاربعين، والقدس ايضا، بما يعني منع اذان المسجد الاقصى.
آذان الطيبي، على مافيه من لفتة والتزام، في هذا الزمن يقول شيئا آخرا، عن الدول العربية والاسلامية التي تتفرج على محو اي ملمح اسلامي لفلسطين، فالقصة لاتقف عند الاذان، بل ترتبط بسلسلة طويلة من الممارسات، لتغيير هوية المكان، سياسا واجتماعيا وثقافيا ودينيا.
يحتج المستوطنون على ما يعتبرونه ازعاجا جراء الاذان، والحقيقة ان كل القصة تأتي في اطار تهويد المكان كليا، والغاء اي سمة أخرى، والامر لايقف عند حدود المساجد، بل الامر يمتد الى كل شيء آخر، من هدم الاثار العربية والاسلامية، والعبث ببنية الكنائس، ومحاربتها، وصولا الى العبث في القبور، وكل مايقول ان هاهنا بشر آخرون، اي اهل المكان.
مالذي يمكن ان يفعله الاردن هنا، لمنع هذا التوجه، خصوصا، ان المقدسات تدار من الاردن، وهل جاء مشروع القانون ردا على القرارات التي تمكن الاردن من اصدارها في اليونسكو، وهي القرارات التي اثارت غضب اسرائيل، بأعتبارها تنفي علاقة اليهود بالحرم القدسي، اذ علينا ان ننتبه الى توقيت مشروع القانون الاسرائيلي، بالرغم ان ممارسات اسرائيل ضد القدس، ليست وليدة اليوم، فلم تكن اسرائيل اساسا بحاجة الى قرارات ضدها، لتحفر تحت الاقصى، ولتأمر مجموعاتها المتطرفة من اقتحام الاقصى، او الحرم القدسي، فهذا نهج دائم، خبرناه في ظروف مختلفة؟!.
لقد وصلت القضية الفلسطينية الى اسوأ مراحلها، بعد ان كنا امام بلد عربي واسلامي محتل، واذ بنا امام ملف مثل رفع الاذان، وهو على اهميته، الا انه لايخفي الحقائق الاسوأ، من تهويد القدس، وتهجير اهلها، وسرقة اراضيها، وغير ذلك من بناء المستوطنات، وتل ابيب هنا، وهي تدفع بقضية الاذان الى السطح، تتمنى لو انشغل العرب بهذه القصة وحسب، بأعتبارها هي كل القضية، فيما كلنا يعرف ان القضية اكبر من ذلك بكثير، فذات المسجد الاقصى، وخلال الاحتلال الاوروبي، تم منع الصلاة فيه تسعين عاما، وليس مجرد الاذان، وكانت العقدة الحقيقية يومها، هي الاحتلال، وليس الصلاة في المسجد وحسب.
لكن منع الاذان، تعبير جديد في قاموس الاحتلال، عما يخططه للمسجد الاقصى، ولايجوز ابدا التهاون امام هذا التعبير الاجرامي الذي يمس اكثر من مليار مسلم، اذ بان موافقة الكنيست لاحقا، على هذا القانون، سيؤدي الى نتائج وخيمة، على كل المستويات، واذا كانت الاوقاف الاردنية تعمم في كتبها وتقول ان عليكم ان لاتلتزموا بالتوجه الاسرائيلي، فأن الاحتلال للاسف قادر على قطع الكهرباء عن المسجد ايضا، ومنع رفع الاذان عنوة.
منع الاذان في مساجد الثمانية والاربعين، ومساجد القدس، ثم المسجد الاقصى، امر خطير جدا، لان هذه الممارسة، ليست مجرد تصرف معزول عن كل تصرفات الاحتلال تجاه الفلسطينيين عموما، وتجاه القدس والحرم القدسي، وعلينا ان نوجه السؤال اليوم، عما سيفعله الاردن، ازاء هذا التوجه الاسرائيلي، ومعه ايضا، تفريعات ذات السؤال الى العرب والمسلمين، والشعب الفلسطيني ايضا، داخل فلسطين المحتلة.
(الدستور 2016-11-18)