ما الذي يجري في الشمال؟
ندرك تماما ان ملف الازمة السورية دخلت عليه متغيرات ثقيلة لا يمكن انكارها، اهمها قناعة معظم اللاعبين الدوليين والاقليميين أن «خيار سقوط نظام الاسد» لم يعد مطروحا.
أما الحاكم الثاني لمسار الحدث في سوريا فيتمثل بكثافة التدخل الروسي المصيري، مع انكفاء سعودي، وتردد تركي يشكلان سمة ملازمة لهما.
الاردن يراقب، ويقال ان ثمة تطورات على حدودنا الشمالية فرضتها السياقات السابقة، هذا متوقع، لكن يجب علينا هذه المرة ان نكون اكثر دقة في اجراء حساباتنا.
فقد اعلن المتحدث باسم الامم المتحدة عن عودة قوات المنظمة الدولية لمراقبة فك الاشتباك في الجولان، بعد ان غادرتها من الجانب السوري اثر اعتداءات قامت بها فصائل مسلحة.
هذا يعني ان توافقا بين نظام بشار الاسد واسرائيل تم ربما بشكل غير مباشر وبرعاية الامم المتحدة، لكنه يدلل على تطورات كبيرة في الجبهة الجنوبية لا بد من استيعابها وادراك تبدلات القوى فيها وحجم مناوراتنا هناك.
من جهة اخرى تتحدث اخبار غير مؤكدة عن توجه جديد لغرفة «الموك» يهدف الى الهجوم على داعش انطلاقا من الجبهة الجنوبية ووصولا الى البوكمال.
اذا صحت هذه الاخبار مع ما يقال من تنسيق عمان مع النظام السوري، ودخول ابو ظبي على الخط، فعلينا ان نحسبها بدقة، «اللي بده ينزل البئر يحسب للطلوع».
دعونا نقولها بصراحة، ونؤكدها مرار من باب وطني محض، الاولوية لدرء الشر عن حدودنا، فلم يعد هناك مبرر للحرب الاستباقية، وحدودنا هي مجالنا فقط.
(السبيل 2016-11-20)