فصل التيار الإيراني
تشكل تلعفر لمدينتها، ومطارها، وموقعها الجيو-سياسي مشكلاً كبيراً للمخططين الايرانيين، الذين يركزون الآن على «ممرات آمنة» لنشاطهم العسكري الممتد من الحدود العراقية الايرانية، الى شمال العراق وشرق سوريا، فالتركيز الطائفي – السياسي يجعل الحدود الايرانية والسورية والتركية حدوداً للنفوذ السني العراقي، ولهذا فالاهتمام بتلعفر، وتحشيد قوات الحشد الشعبي الشيعي لاقتحامها والابقاء على تفريغها من سكانها الإيزيديين والمسيحيين، وإحلال قوى شعبية شيعية فيها، هو لخلق تواصل شيعي عراقي مع النظام السوري الحليف لايران، والموالين لها في العراق، فعودة سكان تلعفر يعني عزل الكتل السكانية الشيعية عن سوريا النظام، ومن الملاحظ ان الحشد الشعبي الذي يحمل أسلحة الجيش العراقي الاميركية اقترب من تلعفر لكنه لم يدخل المدينة الفارغة، وهذا قرار اميركي يترتب على عدم تنفيذه، وقف النشاط الجوي الاميركي والحليف في معركة الموصل الحاسمة .
وهذا الشرط الاميركي مؤثر الى حد كبير، وهو أشبه بالشرط المفروض على تركيا بقبولها تعبئة، وتسليح وتمويل عناصر سوريا الديمقراطية في الحسكة وعلى امتداد محافظة الرقة، التي يُشكل الأكراد، حلفاء حزب العمال الكردستاني، قوته الأساسية، فالأكراد في العراق وفي سوريا هم رهان الولايات المتحدة على العراق.. دون النفوذ الايراني واذا كان عدد المقاتلين في سوريا الديمقراطية وصل الى أربعين ألفاً، وأكثرهم كرد، وعدد البشمركة الجاهزة للقتال ربع مليون كردي، فإن الرهان الاميركي في العراق كما في سوريا ليس بالتصوّر الذي نتداوله عن نكوص الولايات المتحدة وخضوع سياساتها للإيرانيين والأتراك .
من المؤكد أن الأشهر الباقية من رئاسة أوباما كافية اذا استمر الزخم الحالي لإنهاء سيطرة داعش على الموصل .. وإلى حد ما انهائها في الرقة، وبهذا تكون الولايات المتحدة انهت نظرياً الارهاب في القطرين الأساسيين في هذه المنطقة من الشرق الأوسط، وجعلت حل الوجود العسكري الروسي والإيراني وجوداً يبحث عن مبرر هذا الى جانب جنون القتل والتجويع التي يشارك فيها الروس، الايرانيون ومواليهم، والنظام السوري .
انهاء القوة العسكرية لداعش في الموصل والرقة بالاميركيين، وعراقيي العراق، والكرد وبدو شمّر، أمنية لفلول الدواعش والتطرف وهذه لا تحتاج الى اميركيين او روس او ايرانيين، فهؤلاء كلهم يعيشون على كارثة داعش .
(الراي 2016-11-21)