فصل التيار الإيراني

تم نشره الإثنين 21st تشرين الثّاني / نوفمبر 2016 12:15 صباحاً
فصل التيار الإيراني
طارق مصاروة

تشكل تلعفر لمدينتها، ومطارها، وموقعها الجيو-سياسي مشكلاً كبيراً للمخططين الايرانيين، الذين يركزون الآن على «ممرات آمنة» لنشاطهم العسكري الممتد من الحدود العراقية الايرانية، الى شمال العراق وشرق سوريا، فالتركيز الطائفي – السياسي يجعل الحدود الايرانية والسورية والتركية حدوداً للنفوذ السني العراقي، ولهذا فالاهتمام بتلعفر، وتحشيد قوات الحشد الشعبي الشيعي لاقتحامها والابقاء على تفريغها من سكانها الإيزيديين والمسيحيين، وإحلال قوى شعبية شيعية فيها، هو لخلق تواصل شيعي عراقي مع النظام السوري الحليف لايران، والموالين لها في العراق، فعودة سكان تلعفر يعني عزل الكتل السكانية الشيعية عن سوريا النظام، ومن الملاحظ ان الحشد الشعبي الذي يحمل أسلحة الجيش العراقي الاميركية اقترب من تلعفر لكنه لم يدخل المدينة الفارغة، وهذا قرار اميركي يترتب على عدم تنفيذه، وقف النشاط الجوي الاميركي والحليف في معركة الموصل الحاسمة .

وهذا الشرط الاميركي مؤثر الى حد كبير، وهو أشبه بالشرط المفروض على تركيا بقبولها تعبئة، وتسليح وتمويل عناصر سوريا الديمقراطية في الحسكة وعلى امتداد محافظة الرقة، التي يُشكل الأكراد، حلفاء حزب العمال الكردستاني، قوته الأساسية، فالأكراد في العراق وفي سوريا هم رهان الولايات المتحدة على العراق.. دون النفوذ الايراني واذا كان عدد المقاتلين في سوريا الديمقراطية وصل الى أربعين ألفاً، وأكثرهم كرد، وعدد البشمركة الجاهزة للقتال ربع مليون كردي، فإن الرهان الاميركي في العراق كما في سوريا ليس بالتصوّر الذي نتداوله عن نكوص الولايات المتحدة وخضوع سياساتها للإيرانيين والأتراك .

من المؤكد أن الأشهر الباقية من رئاسة أوباما كافية اذا استمر الزخم الحالي لإنهاء سيطرة داعش على الموصل .. وإلى حد ما انهائها في الرقة، وبهذا تكون الولايات المتحدة انهت نظرياً الارهاب في القطرين الأساسيين في هذه المنطقة من الشرق الأوسط، وجعلت حل الوجود العسكري الروسي والإيراني وجوداً يبحث عن مبرر هذا الى جانب جنون القتل والتجويع التي يشارك فيها الروس، الايرانيون ومواليهم، والنظام السوري .

انهاء القوة العسكرية لداعش في الموصل والرقة بالاميركيين، وعراقيي العراق، والكرد وبدو شمّر، أمنية لفلول الدواعش والتطرف وهذه لا تحتاج الى اميركيين او روس او ايرانيين، فهؤلاء كلهم يعيشون على كارثة داعش .

(الراي 2016-11-21)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات