مجلس وحكومة جديدان.. وتقاليد ديمقراطية!

تم نشره الإثنين 28 تشرين الثّاني / نوفمبر 2016 12:24 صباحاً
مجلس وحكومة جديدان.. وتقاليد ديمقراطية!
باسم سكجها

في التقاليد الديمقراطية حقائق راسخة، أهمّها أنّ المتنافسين يحترمون خيار الآخرين، وفي اللحظة التي تُعلن فيها النتائج النهائية يقبل الجميع بالحقيقة الجديدة التي أوصل إليها صندوق الاقتراع، فيذهبون لتهنئة ذلك الذي تمّ انتخابه، ويبدأون معاً مرحلة أخرى، تعترف بالواقع الجديد.

ولسنا مع السياسات الأميركية، ولكنّنا نحترم تقاليدها، ففي اللحظة التي عرفت فيها هيلاري كلينتون أنّ دونالد ترامب هو خيار الصندوق الانتخابي، وحتى قبل الاعلان عن النتائج النهائية، اتصلت به، وقالت: أنا رهن تصرفك، وجاهزة للتعامل معك، وحتّى في لبنان، الذي تعصف به تناقضات الطوائف، وضاع كرسيّ الرئاسة فيه سنتين ونصف السنة في الفراغ، نحترم مواقف الأفرقاء بعد تهدئة التناقض، وانتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً، وأوّل المحترمين هو سعد الحريري الذي ترفّع على ثاراته الشخصية، فقدّم مبادرة أوصلت إلى حالة التوافق.

نتحدّث عن غيرنا، ولكنّ عيننا على الأردن، وينبغي أن نضمّ أنفسنا إلى تقاليد الديمقراطية، فبعد قانون انتخاب أوسعه الكثيرون شتماً، ولكنّهم تعاملوا معه، وصلنا إلى مجلس نواب كان التشكيك بنزاهة انتخابه هامشياً، وبعد خمسة أيام ماراثونية، من الشدّ والجذب، أعطى هذا المجلس ثقته بحكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي.

الناس، عندنا، تحبّ أن تخوض في مسألة: مَن أعطى وَمن حجب ومن امتنع، وهذا أمر مفهوم، ولكنّه سينتهي بعد أيام، فنحن أمام حقيقة ديمقراطية، سيتعامل معها الجميع، ومن المؤكد أنّ تصنيفات من أعطى ومن حجب ليست نهائية تأييداً ومعارضة، وهكذا فنحن أمام حالة إمكانية إعادة تشكيل لمواقف سنعرفها مع أداء الحكومة تجاه كلّ الملفات المستحقة.

الدكتور الملقي شكّل حكومتين في أشهر قليلة، بغياب مجس النواب، والأولى كانت بمثابة تصريف أعمال، أمّا الثانية فقد وقفت أمام المجلس المنتخب، وحصلت على ثقته، ومن بين عشرات الملفات التي طرحت خلال جلسة الثقة لم نشهد اختلافاً بين المجلس والحكومة إلاّ على قضيتين: مناهج الدراسة، وغاز العدو الاسرائيلي، وفي الأولى فقد أعلن الدكتور الملقي أنّ القضية خاضعة للنقاش، وفي الثانية فقد قدّم مبرّراته الرسمية للاتفاقية، ولكنّها في آخر الأمر مؤجلة التطبيق حتى ما بعد سنتين، حيث نعرف أنّ الله يخلق ما لا تعلمون، وخصوصاً في منطقتنا حيث الرمال المتحركة.

ما نقوله، في آخر القول: إنّ هناك أجواء مريحة يمكن البناء عليها، وهذا ما يضع الحكومة والمجلس النيابي في مُختبر النوايا الوطنية المعلنة، والمتّفق عليها، تلك التي لم تخل كلمة نيابية أو حكومية منها، وأوّلها تحقيق الرأي الملكيّ في الأوراق النقاشية المعروفة.

(السبيل 2016-11-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات