الذي يُغثي النفس!

تم نشره الإثنين 28 تشرين الثّاني / نوفمبر 2016 01:28 صباحاً
الذي يُغثي النفس!
طارق مصاروة

لا جديد في أسباب ونتائج العنف الجامعي، ولم نلاحظ ان الجامعات او الحكومات اتخذت قرارات تمنع استمرار هذا العنف، وتعالج أسبابه، وتوضح خطورته للطلاب الذين ثبت بالتجربة، انهم «بلطجية» تحت القشرة التعليمية، وان الكلام على المجتمع المدني ليس حقيقياً في ظل الإقليمية والجهوية والعشائرية.

رئاسة الجامعة الأردنية غاضبة، وتهدد بالويل والثبور وعظائم القصاص.

ومع أسبوع من «تقليب الأمر على كافة وجوهه» وشرب الماء البارد، نعود ونتعامل مع العنف «بأبوة» لا مثيل لصدقها فهؤلاء ابناؤنا.. فهل نلقيهم في الشارع؟!.

لسنا من الذين احترفوا التنبيه «للمرحلة الخطيرة» التي يمرُّ بها بلدنا، فبلدنا ثابت مستقر لا يهدده أحد من الداخل، طالما أن شعبنا بقواه الأمنية والعسكرية هو الذي يتعامل مع «المرحلة الخطيرة» فمجموعة العنف الجامعي، أو العنف اللفظي في مجلس النواب، او بيانات الأحزاب الغاضبة، ليست الا البثور في الوجه الجميل، لا تلبث حتى تنشف، وتُقشر، ويظل الوجه كما هو، لكنّ الذبابة التي تسقط في الصحن لا تسمم، ولكنها كما يقول الفلاحون، تغثي النفس، ومن الطبيعي ان نتصدى لها بكل وسيلة ممكنة.

يتداول الاردنيون على هواتفهم الذكية صور ما جرى في الجامعة الأردنية، وفي مجلس النواب، وبعض ما يجري في الندوات والمحاضرات، ومراكز المجتمع المدني، وهي اشبه بموجات الحرارة التي تصيب السيدات بعد سنٍّ معينة.. هبات ثم تنتهي، ولا نظن ان ذلك يعفي بقمع هذا العنف، فالذي لا يحافظ على جامعته لا يستحق ان يبقى فيها، واذا كان دخلها بمكرمة من المكرمات فإن الواجب حجب هذه المكرمة عن «بلطجي» لا يحترم القصد من المكرمة، ونبدأ في الإجراء بمنع الجاهات التي لا تشرب القهوة قبل الغاء العقوبة القانونية، فالذي لا يريد أن يشرب قهوته، فإن عليه أن يفهم أن القانون ومصلحة المؤسسة التعليمية او التمثيلية، فوق قهوته، وجاهته، ووقاره المحترم.

لقد رفع الملك عبدالله شعار «الأردن أولاً»، أول الشعارات التي اطلقها، والمقصود به أن لا اقليمية أو جهوية، أو قبلية، أو مذهبية، تتقدم على الأردن – الوطن الذي نعيش في ظله، ونتوسط ترابه، ونشرب ماءه.

فالأردن أولاً ليس شعاراً نردده كالببغاوات، وإنما هو طريقة حياة، وهدف فردي ومجتمعي، وانتماء للمؤسسة الوطنية: الجامعة، والوزارة، ومجلس النواب، والصحيفة والحزب والاذاعة والانترنت، وكل شيء.. كل شيء.

كما يصلي المؤمن في البرية، او في مغارة ندعو مواطننا الى فهم حقائق الحياة في بلده، فكل هذا البلاء الذي يفتك بالعرب إنما هو تجاوز للوطن أولاً.

رد على مقال طارق مصاروة

ورد إلى رئاسة تحرير الرأي الرد التالي من الدكتور مهدي العلمي على مقال الاستاذ طارق مصاروة «كاسترو» وجاء فيه أشار الأستاذ طاق مصاروة (كان كاسترو الخطيب الأطول وقوفاً على منبر الخطابة) الواقع بأن الخطيب الأطول وقوفاً على منبر الخطابة في التاريخ هو رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل حيث أنه ألقى خطاباً واحداً متصلاً لمدة (9) ساعات أمام مجلس العموم البريطاني، وكانت مناسبة هذا الخطاب قرار الحكومة البريطانية بدخول الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء ضد دول المحور وكانت أكثر عبارة ترددت في هذا الخطاب : (سوف أحالف الشيطان في سبيل تحقيق النصر لبريطانيا).

(الراي 2016-11-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات