الذي يُغثي النفس!
لا جديد في أسباب ونتائج العنف الجامعي، ولم نلاحظ ان الجامعات او الحكومات اتخذت قرارات تمنع استمرار هذا العنف، وتعالج أسبابه، وتوضح خطورته للطلاب الذين ثبت بالتجربة، انهم «بلطجية» تحت القشرة التعليمية، وان الكلام على المجتمع المدني ليس حقيقياً في ظل الإقليمية والجهوية والعشائرية.
رئاسة الجامعة الأردنية غاضبة، وتهدد بالويل والثبور وعظائم القصاص.
ومع أسبوع من «تقليب الأمر على كافة وجوهه» وشرب الماء البارد، نعود ونتعامل مع العنف «بأبوة» لا مثيل لصدقها فهؤلاء ابناؤنا.. فهل نلقيهم في الشارع؟!.
لسنا من الذين احترفوا التنبيه «للمرحلة الخطيرة» التي يمرُّ بها بلدنا، فبلدنا ثابت مستقر لا يهدده أحد من الداخل، طالما أن شعبنا بقواه الأمنية والعسكرية هو الذي يتعامل مع «المرحلة الخطيرة» فمجموعة العنف الجامعي، أو العنف اللفظي في مجلس النواب، او بيانات الأحزاب الغاضبة، ليست الا البثور في الوجه الجميل، لا تلبث حتى تنشف، وتُقشر، ويظل الوجه كما هو، لكنّ الذبابة التي تسقط في الصحن لا تسمم، ولكنها كما يقول الفلاحون، تغثي النفس، ومن الطبيعي ان نتصدى لها بكل وسيلة ممكنة.
يتداول الاردنيون على هواتفهم الذكية صور ما جرى في الجامعة الأردنية، وفي مجلس النواب، وبعض ما يجري في الندوات والمحاضرات، ومراكز المجتمع المدني، وهي اشبه بموجات الحرارة التي تصيب السيدات بعد سنٍّ معينة.. هبات ثم تنتهي، ولا نظن ان ذلك يعفي بقمع هذا العنف، فالذي لا يحافظ على جامعته لا يستحق ان يبقى فيها، واذا كان دخلها بمكرمة من المكرمات فإن الواجب حجب هذه المكرمة عن «بلطجي» لا يحترم القصد من المكرمة، ونبدأ في الإجراء بمنع الجاهات التي لا تشرب القهوة قبل الغاء العقوبة القانونية، فالذي لا يريد أن يشرب قهوته، فإن عليه أن يفهم أن القانون ومصلحة المؤسسة التعليمية او التمثيلية، فوق قهوته، وجاهته، ووقاره المحترم.
لقد رفع الملك عبدالله شعار «الأردن أولاً»، أول الشعارات التي اطلقها، والمقصود به أن لا اقليمية أو جهوية، أو قبلية، أو مذهبية، تتقدم على الأردن – الوطن الذي نعيش في ظله، ونتوسط ترابه، ونشرب ماءه.
فالأردن أولاً ليس شعاراً نردده كالببغاوات، وإنما هو طريقة حياة، وهدف فردي ومجتمعي، وانتماء للمؤسسة الوطنية: الجامعة، والوزارة، ومجلس النواب، والصحيفة والحزب والاذاعة والانترنت، وكل شيء.. كل شيء.
كما يصلي المؤمن في البرية، او في مغارة ندعو مواطننا الى فهم حقائق الحياة في بلده، فكل هذا البلاء الذي يفتك بالعرب إنما هو تجاوز للوطن أولاً.
رد على مقال طارق مصاروة
ورد إلى رئاسة تحرير الرأي الرد التالي من الدكتور مهدي العلمي على مقال الاستاذ طارق مصاروة «كاسترو» وجاء فيه أشار الأستاذ طاق مصاروة (كان كاسترو الخطيب الأطول وقوفاً على منبر الخطابة) الواقع بأن الخطيب الأطول وقوفاً على منبر الخطابة في التاريخ هو رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل حيث أنه ألقى خطاباً واحداً متصلاً لمدة (9) ساعات أمام مجلس العموم البريطاني، وكانت مناسبة هذا الخطاب قرار الحكومة البريطانية بدخول الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء ضد دول المحور وكانت أكثر عبارة ترددت في هذا الخطاب : (سوف أحالف الشيطان في سبيل تحقيق النصر لبريطانيا).
(الراي 2016-11-28)