مؤتمر فتح السابع
تبدأ اليوم في رام الله اعمال المؤتمر السابع لحركة «فتح»، وللأسف، يأتي الاجتماع في سياق من الخلاف الفتحاوي والفلسطيني الداخلي العميق المستوى.
في السابق البعيد، كانت اجتماعات فتح الرئيسية تلقى اهتمام جميع العواصم بل تصيبها بالقلق والتربص، والسبب انها كانت تعني الكثير للمشروع الوطني الفلسطيني.
اما اليوم فهو اجتماع لحزب حاكم اكثر منه لحركة مناضلة؛ بمعنى ان قراراته معروفة ومنضبطة بسياقات الحالة العامة التي تسيطر عليها للأسف «اسرائيل».
فتح في مؤتمرها السابع خالية من الرموز القيادية، فقد جفف محمود عباس كل ارض خصبة حاولت او تحاول انتاج قيادي فتحاوي، واصبح الحديث عن الرجل الثاني ضربًا من الكفر التنظيمي.
نعم استفرد ابو عمار بقيادة فتح لسنوات عديدة، لكن التنظيم في ادواته وآلياته ساعد في انتاج قيادات ورموز رديفة جماهيرية تكاثرت وتناسلت بشكل لن تنساه ذاكرة الفلسطينيين.
المؤتمر السابع لن يضيف جديدا على الحالة الفتحاوية، فانتخابات اللجنة المركزية او المجلس الثوري لن تعني شيئا، اما رأس قيادة الحركة فمحسومة وممنوع منها الاقتراب.
قد نشهد في الاجتماع موقفا صلبا من دحلان، فالرجل يشكل تهديدا حقيقيا لأبو مازن وجماعته، واختراقه فتح اصبح اكثر مشاهدة، وهنا قد يتم استثمار المؤتمر لمحاولة تأكيد حالة العزل المؤسسي له.
لكن في الاطار العام، فتح لم تعد فتح التي عرفها الشعب الفلسطيني وتعلق ببندقيتها، فالالوان فيها مختفية، والعنوان الابرز المستمر لها انها «تختنق داخل الخطوط الحمراء القادمة من اوسلو».
(السبيل 2016-11-29)