المزارعون بين غياب المطر وحضور الصقيع
يُفترض أن نكون غداً على موعد طال انتظاره مع المطر، ولا نتذكّر في حياتنا أنّ التشرينين الأول والثاني مرّا دون عدّة موجات روت الزرع، وساهمت في تغذية السدود، وغسلت الشوارع، ونفوس البشر أيضاً.
وليس هذا فحسب، فموجات الصقيع قضت على نحو أربعين بالمائة من مزروعات الأغوار، وتسببت بأضرار كبيرة في مناطق أخرى، وإذا عرفنا أنّ المزارعين يعانون أصلاً من سوء تصريف المحاصيل، وشهدنا الكثير من حالات رمي المنتجات في الشوارع احتجاجاً، فنحن أمام موسم كارثي على الآلاف من العاملين في هذا القطاع.
التقارير تقول إنّ هؤلاء مهددون أصلاً بالسجن لسبب تراكم ديونهم من البنوك، واستمعنا إلى مزارع كبير أنّه يستدين سنوياً مئات آلاف الدنانير للابقاء على مهنته التي ورثها أباً عن جد، ولا يستطيع الوفاء حتى بالفوائد البنكية، ولا يجد أمامه سوى التوسّع في الاستدانة برهن المزيد من الأراضي، بانتظار الفرج.
نعرف أنّ الحكومة لا تملك حلولاً سحرية، فالماء شحيح، والدول الجارة التي كنّا نُصرّف بضائعنا عبرها صارت مغلقة، ولكنّ الأمر يستأهل حملة جدية بدءاً بمؤتمر وطني تجتمع فيه كلّ الأطراف، فهناك مطالبات وحلول مقترحة ينبغي الاستماع لها، ومن بينها مثلاً تسهيلات باتفاقيات مع أسواق جديدة كروسيا وشرق أوربا، ويبقى أنّنا ندعو الله سبحانه أن يغيثنا بالمطر رحمة بالبلاد والعباد.
(السبيل 2016-11-29)