عودة اللاجئين السوريين
ليس هناك إحصاء دقيق لعدد اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا ودول أوروبا ، ولكن الرقم يحسب بالملايين ، فهل يمكن أن يعود هؤلاء إلى بلدهم في وقت قريب؟ وتحت أي ظروف؟.
الاعتقاد السائد أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ، إذا حدثت ، ستكون محدودة للغاية ، فاللاجئ يتكيف مع ظروفه الجديدة مهما كانت صعبة ، ثم يؤسس نفسه حيث هو ، ويصبح من الصعوبة بمكان أن يتخلى عن الانجازات التي حققها ليعود إلى مستقبل مجهول ويبدأ من الصفر مرة أخرى.
في هذا المجال هناك ملاحظة لا تحب وسائل الإعلام العربية والأجنبية أن تشير إليها، وهي أن جميع اللاجئين السوريين في الخارج والنازحين في الداخل جاؤوا من المناطق التي سيطرت عليها المنظمات المسلحة ، ولا يكاد يكون هناك لاجئ سوري واحد جاء من المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية.
يؤيد هذه الملاحظة الهامة أن اللاجئين كانوا يعودون فوراً إلى المناطق التي يستردها الجيش السوري. وقد شاهدنا على شاشات التلفزيون جموع اللاجئين العائدين بالجملة إلى أحياء حلب الشرقية التي حررها الجيش.
إذا كان الامر كذلك فإن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم أصبحت هدفاً واقعياً على ضـوء ما يجري الآن على الأرض السورية من تقدم الدولة واندحار الإرهاب ، بحيث أصبحت جميع المدن الرئيسية بأيدي الدولة.
هذا الوضع الذي أصبح واضحاً عملياً وليس نظرياً فقط ، جعل العالم يعيد النظر في الموقف تجاه الوضع في سوريا ، ذلك أن النظام يسجل نجاحات متسارعة ويقترب من استرداد جميع المناطق الحيوية.
ليس سراً أن العالم لا يريد استضافة اللاجئين سواء كانوا سوريين أو غير سوريين، لان ذلك يشكل عبئاً اجتماعياً واقتصادياً ، وأحياناً حضاريا ، ولذا أصبح من مصلحة العالم أن ينتصر النظام السوري ، وأن يبسـط سيطرته على كافة المناطق السورية ، مما يسمح بعودة اللاجئين.
لا عجب والحالة هذه إذا أصبح العالم يميل تدريجياً إلى جانب سوريا واحدة حرة مستقلة ، بدلاً من تحويلها إلى مقاطعات تسيطر على كل منها واحدة من منظمات الإرهاب والظلام التي يناهز عددها 80 منظمة تصدّر المزيد من اللاجئين.
مصير سوريا أصبح محتوماً ، والكتابة على الحائط لمن يريد أن يقرأ. ومن المؤسف أن جماعتنا لم يقرأوا بعد ما قرأه وفهمه العالم كله.
(الراي2016-12-13)