من المسيحي جهاد جبارة إلى "المسيهودي " تيري جونز

المدينة نيوز - خاص - كتب جهاد جبارة -: لن أبدأ خطابي هذا بسلام المسيح الذي كان يُلقيه على من يلتقيهم,ألا وهو "سلام لكم ",فأنت لا تستحقه لأن من يسعى ويحُض على الحرق,وأي حرق!,حرق كتاب الله الذي خلقك ليُسويك على شاكلته,لكنك لن تكون لأن الضلال أعمى رؤيتك,وبصرك,وبصيرتك وسلبك إيمانك,وأخرجك من دينك المتسامح والمسالم,وأدخلك دهليزاً مُعتماً قادك في نهاية طريقه إلى يهودية مُتصهينة!.
لقد ساءني أيها "القس "الذي لا يستحق لقبه,وقد أثار غضبي أيضاً ما وردني بأنك تقود حملةً تحت عنوان "اليوم الدولي لحرق القرآن "وذلك في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من أيلول كمحاولة ثأر من إرهابيين مزعومين.
سؤالي هنا,وهل تعتقد أن بإمكان المسلم الذي يعرف الله,ويتّبع تعاليم قرآنه,هل بإمكانه أن يكون إرهابياً؟!.
وسؤالي أيضاً,من ذا الذي خولك بتحويل كنيسة "دوف التبشيرية "إلى مكان حرق للقرآن الكريم بدلاً من أن تكون بيتاً من بيوت الله؟!,وهنا أتذكر ما قاله السيّد المسيح عليه السلام عن بعض رجال دين متوقع منهم أن يرتدوا ثياباً كهنوتية مُزيفة "إسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم "لقد صدق والله المعلّم فها أنت أحد هؤلاء الذين سنخجل من فعل فعله.
وساءني,وأقلق إيماني,وتسامحي حين قرأت بأنك تحشد جناح اليمين المتطرف لمنظمة أشك بأنها مسيحية لأنها مُسلحة,ليقوم أفرادها بحماية مراسم الحرق!.
أهكذا يفعل المسيحيون؟!.
أهكذا يرضى عنك السيّد المسيح الذي رفض,وأنّب أحد تلاميذه عندما أشهر سيفه في وجه الجند الذين أتوا كي يقبضوا على المسيح وأمره بأن يعيده إلى غمده؟!.
أشك أنك تعرف هذا,وأجزم أنك بفعلتك الشيطانية إنما تسعى لحرق سموّ,وطيبة روح,وقُدسية,وسلام الديانة المسيحية مع حرق أوراق القرآن الكريم!.
أو تعرف أن القرآن الذي تسعى لحرقه كم مجّد السيد المسيح "وآتينا عيسى بن مريم البيّنات وأيدناه بروح القُدُس "-سورة البقرة-أما إن كنت جاهلاً,وأنت كذلك ماذا تعني الروح القدس فهي اسم الله الذي كان السيد المسيح يُحي به الموتى,وأيضاً "إذ قال الله يا عيسى إني مُتوفيك ورافعُك إليّ ومُطهرك من الذين كفروا وجاعلُ الذين اتّبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إليّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون "-عمران 55.
سؤالي,وهل تعتقد بأنك من أتباع المسيح الذين قصدهم سبحانه وتعالى في آيته الكريمة؟لا أشك بل أجزم أنك لست منهم.
لكنني وكمسيحي يعرف الله الذي لا تعرفه,وكعربي يتحدث,ويكتب,ويقرأ إنجيله بلغة القرآن أحذرك,إياك من حرق القرآن,ولا تتجاهل ندائي هذا لأنك حينها ستكون ظالماً للمسيحيين والمسلمين "وسيعلم الذين ظلموا أي مُنقلب ينقلبون "صدق الله العظيم.
أما بعد,فإني بطبيعة الحال لن أنهي خطابي هذا بسلام المسيح الذي لا ولن تستحقه.
www.saheelnews.com
jihadjbara@saheelnews.com